الشيخ : إلى أن التعمق مذموم ، التعمق في دين الله ومحبة الإنسان الإشقاق على نفسه أمر مذموم مادام الشرع قد جعل له رخصة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( هلك المتنطعون ) ثلاث مرات قالها ، هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ، واذكر قصة عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه حينما قال إنه يصوم ولا يفطر ويقوم ولا ينام ، فبين له الرسول علية الصلاة والسلام أن لنفسه عليه حقا ولأهله عليه حقا ، ولربه عليه حقا ، ونازله في الصيام إلى أن قال أفضل الصيام صيام داوود ، يصوم يوما وأفطر يوما ، فماذا فعل لما كبر صار يشق عليه أن يصوم يوما ويفطر يوما ، لكنه لم يكن ليترك شيئا أو يدع شيئا تركه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رضي الله عنه ، يصوم خمسة عشر يوما جميعا ، يعني بدون وصال يعني يصومها متتابعة ، ويفطر خمسة عشر يوما وهذا من الضيق على نفسه ، ضيق على نفسه فضيق عليه ، ولهذا جاء في الحديث لا تشددوا فيشدد الله عليكم ، والإنسان كلما كان سهلا ميسرا على نفسه سهل الله له الأمر .