الشيخ : ففي هذا الحديث درء المفاسد ، وأنها أولى من جلب المصالح ، وهذه القاعدة سليمة لكنها مشروطة بأن تتساوى المفاسد والمصالح أو ترجح جانب ، أو يرجح جانب المفاسد ، أما إذا ترجح جانب المصالح فإنه يغطي المفاسد ، فهنا لا يترجح جانب المصلحة ، لأن المفسدة التي يخشى منها ، مفسدة عظيمة ، وهي الكفر ، الرجوع في الكفر فتحصل فتنة عظيمة لقريش وربما يعود الأمر جدعا بعد أن فتحت مكة ، وفي هذا الحديث حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأنه يجب علينا أن نتأسى به ، فإذا رأينا بعض المصالح التي نرى أنه لا بد منها يخشى منها عاقبة سيئة ، فإننا ندعها ، نسكت ، نصبر حتى يعود الأمر على ما ينبغي .