شرح حديث الأنصار . حفظ
الشيخ : ثم ذكر المؤلف حديث الأنصار إذا كان ممكن ناخذه ، نعم ، الأنصار ، لعلنا نرجئه لليلة القادمة إن شاء الله لأنه مهم ، وفيه عبر عظيمة ، هذا الحديث له قصة وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من حنين وقسم الغنائم وأعطى المؤلفة قلوبهم ، وأعطى المؤلفة قلوبهم كثيرا من الأموال ، تكلم بعض الناس من الأنصار بكلام لا يليق بهم ، لكن كما قال الله عزوجل : (( وتحبون المال حبا جما )) (( وإنه لحب الخير لشديد )) من أجل المال تكلموا بكلام لا يليق بهم ، قال بعضهم إن محمدا لقي قومه فصار يعطيهم وتركنا ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا أمر أن يجتمعوا في مكان خاص بهم ، فاجتمعوا وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالوا إننا اجتمعنا ، قال هل فيكم أحد يعني سواكم ، قالوا أبدا إلا فلان كانوا هم أخواله ، فقال ابن الأخت القوم منهم ، ثم جاء إليهم ، وخطب بهم خطبة بليغة عظيمة ، ساقها في عمدة الأحكام بطولها ، ذكرهم عليه الصلاة والسلام بما أنعم الله به عليهم من بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال لهم ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، ألم أجدكم فقراء عالة فأغناكم الله بي ، ألم أجدكم متفرقين فألفكم الله بي ، كلما قال قولا قالوا الله ورسوله أمن يعني أعظم منة ، فقال لو شئتم لقلتم جئتنا طريدا فآويناك ، وذكر أشياء ، نسيتها ، فبين عليه الصلاة والسلام أنه كما أن له عليهم فضلا فلهم عليه فضلا أيضا ، وهذا من حكمته وعدله ، ثم خطب هذه الخطبة العظيمة ، أتم هذه الخطبة العظيمة بقوله : ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ) لكن الهجرة تمنعه أن يكون من الأنصار لأنها أعلى وأفضل ، فالمهاجرون جمعوا بين الهجرة بترك ما يحبون وبين النصرة ، والأنصار عندهم النصرة ، وهم في بلادهم وأموالهم ولو سلك الناس ، وفي هذا إشارة إلى مسألة تقدم الكلام عليها ، أن عيسى عليه الصلاة والسلام لا ينبغي أن نصفة بالصحبة وهو في مقام أعلى فنقول لولا النبوة لكان من الصحابة مثلا ، لكنه نبي والنبوة أعلى ، فيقول : ( لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار ) وهذا فخر عظيم أن يدع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس ليكون مع الأنصار ، ( الناس دثار والأنصار شعار ) ، الشعار الثوب الذي يلي الجسد والدثار ما فوقه ، ( إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) ، فجعلوا يبكون حتى خضبوا لحاهم من الدموع رضي الله عنهم ، واقتنعوا أعظم اقتناع ، وهذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يطيب قلوب الناس إذا رأى أنهم وجدوا عليه شيئا حتى يزول ما في قلوبهم ، هاهو النبي عليه الصلاة والسلام أرفع من الأنصار وأرفع من المهاجرين ، وأكرم الخلق عند الله يتودد إلى الأنصار هذا التودد ، ويطيب قلوبهم هذا التطييب ، الشاهد في هذا الحديث في هذا الباب قوله لولا الهجرة ولو سلك الناس ، وهذا يقصد من أي أقسام الثلاثة إلي ذكرنا ؟
الشيخ : آه ؟
السائل : من الخبر .
الشيخ : من الخبر ، هذا من الخبر نعم .