حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ).
وحدثنا إسحاق أخبرنا عفان حدثنا وهيب .
الشيخ : الترجمة هذي مهمة ، قال البخاري رحمه الله : ما يكره من كثرة السؤال ، كثرة السؤال على نوعين ، النوع الأول الإعنات ، يعني الإشقاق على المسؤول بحيث يقصد ذلك ملله وتعبه وخطأه وما أشبه ذلك ، فهذا لا شك أنه منهي عنه ، لما فيه الإضرر بالشخص المسؤول ولما فيه من الخطر لما يجيب به هذا الشخص ، لأنه قد يجيبه بهذه الحل بخطأ وأما كثرة السؤال على سبيل البحث والمناقشة والتعلم ، فهذا لا بأس به كما يكون مع الطالب ومعلمه ، يكون من الطالب ومعلمه ، فإن هذا لا بأس به لأنه من باب التعلم ، وأما تكلف مالا يعنيه فهذا أهم ما يكون اجتنابه ، تكلف مالا يعنيه ، فالشيء الذي لا يعنيك ، لا تتكلفه ولا سيما في الأمور الخبرية ، لا سيما في الأمور الخبرية التي تتعلق بآيات الله تعالى وأسمائه وصفاته ، وكثير من الطلبة في الوقت الحاضر لما من الله عليهم بالتفتح ، ومحبة التعمق في العلم ، صاروا يتنطعون ويسألون عن أشياء لا تعنيهم ، ولا يحتاجون إليها ، لأنا نعلم أنه لو كانت تعني للناس أو يحتاجون إليها لبينت ، ولهذه أمثال كثيرة منها مثلا من يسأل عن كيفية النزول ومنها من يقول كيف ينزل وهو فوق كل شيء ، ومنهم من يقول كيف ينزل في ثلث الليل الآخر وثلث الليل الآخر يمتد في الأرض كلها حتى يدور عليها ، وأشبه ذلك ، وكذلك من الطلبة من يسأل كم أصابع الرحمن عز وجل ، وكم أنامله وما أشبه ذلك من الأسئلة التي لا تعنيك ، والتي من حسن إسلام المرء وأدبه مع الله ورسوله أن لا يسأل عنها ، وليسأل الإنسان نفسه ، فليقل أأنا أحرص أم الصحابة رضي الله عنهم ، سيجيب نفسه أن الصحابة أحرص ، أحرص على العلم بالله وأسمائه وصفاته منك ، وهم أحب للخير منك ، ولم يسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن شيء ، وانظر إلى أدبهم لما حدثهم أن الدجال يبقى أربعين يوما ، اليوم الأول كسنة ، ما سألوا كيف يكون ، كيف تكون اليوم الأول سنة والمعروف أن دوران الشمس يكون في أربع وعشرين ساعة ، ما سألوا لماذا ، وكيف ذلك ، إنما سألوا عن الشيء الذي يهمهم وهو الصلاة فقالوا كيف صلاتنا في ذلك ، فإذا عرفت الأدب مع الله ورسوله في مثل هذه الأمور ، فإنك لا تتكلف ، والإمام مالك رحمه الله لما سئل عن قوله " : الرحمن على العرش استوى " سأله كيف استوى ، قل السؤال عنه بدعة ، فكل شيء لم يرد في القرآن والسنة مما يتعلق بأمور الغيب فوظيفتك الأدبية والشرعية والعقلية أن لا تسأل عنه ، احجم ، نعم لو أن الإنسان سأل عن المعنى لا بأس ، لأن المعنى مما يجب علمه ، فالسؤال عنه لا بأس به ، أما الكيفية ، كيف ، ولما وما أشبه ذلك فهذه لا تسأل عنها ، وظيفتك التسليم ، ولهذا قال وتكلف ما يكره ، تكلف مالا يعنيه ، وقوله (( لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) هذه إنما تكون في زمن الوحي ، يعني أن الله نهى عباده المؤمنين أن يسألوا عن أشياء في زمن الوحي ، وتكون معفوا عنها ، مسكوتا عنها ، ثم بعد هذه المسألة تحرم ، أو توجب ، مثل ما سأل الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قال إن الله كتب عليكم الحج فحجوا ، قال أفي كل عام يا رسول الله ، هذا سؤال تكلف ، ولهذا قال له لو قلت نعم ، لوجبت ، ولما استطعتم ، الحج مرة ، فما زاد فهو تطوع ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ، وما أشبه ذلك ، وهذا الحديث الذي ذكره البخاري رحمه الله : ( إن أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته ) ، هذا من أعظم الناس جرما ، لأنه حرم عباد الله ما أحله الله لعباده ، وكذلك من سأل عن شيء لم يجب ، فأوجب من أجل مسألته ، وشريكه في هذا الإثم ، أما بعد أن انقطع الوحي ، فلا بأس أن يسأل الإنسان عن كل شيء يعن له ويخفى عليه ، نعم .
الشيخ : نعم يا مصطفى .