تتمة شرح الحديث : حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة قال كتب معاوية إلى المغيرة اكتب إلي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) وكتب إليه إنه كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وكان ينهى عن عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات حفظ
الشيخ : وإضاعة المال ، إضاعة المال صرفه في غير فائدة ، إضاعة المال صرفه في غير فائدة ، وصرفه في المحرم .
السائل : أشد .
الشيخ : أشد ، وفي المكروه .
السائل : يكره .
الشيخ : إي نعم ، يعني ينهى عنه ، والناس يصرفون أموالهم على وجوه شتى ، منهم من يصرفه في طرق الخير المعلومة وفي محله ، فهذا خير ما يصرف ، ومنه من يصرفه ، ومن الناس من يصرفه فيما يظنه خيرا وليس بخير ، وهذا يعذر بجهله ، ولكن يجب عليه أن يسأل ومن الناس من يصرفه في مباح ، ويطلق العنان لنفسه في الصرف في المباح ، فهذا لا ينبغي ولا سيما إن كان ذلك يؤدي إلى الإستدانة من الغير ، كما يوجد بعض الناس ولا سيما في البادية ، يكون رجلا يحب أن يكون مظهره لدى الناس مظهر الغنى ومظهر الشرف والسيادة ، فتجده يستدين ويظهر بيته بمظهر بيوت الملوك ، والشرفاء والأسياد ، هذا لا ينبغي ، هذا منهي عنه ، وهو أشد ما يكون من إضاعة المال ، وأما من يصرف المال فيما يليق به وبأمثاله فهذا ليس من إضاعة المال وليس من الإسراف ، وكان ينهى عن عقوق الأمهات ، العق بمعنى القطع ، والمراد بالعقوق قطعه ما يجب للأم من البر والصلة ، وخص الأمهات وإن كان الآباء مثلهن ، لأن الغالب أن الإنسان يستهين بالأم أكثر مما يستهين بالأب ، لأنه يهاب أباه ، ولا يهاب أمه ، فإذا نظر إلى أبيه نظر الهيبة والسلطان ، وينظر إلى أمه نظر الرحمة والإشفاق ، وإذا لم يكن في قلبه رحمة فإنه لا يهتم لها ، فينهى عن عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، وأد يعني قتلهن على صفة معهودة معروفة ، وهي الدفن أحياء ، وهذا من شأن الجاهلية والعياذ بالله ، الجاهلية في ينقسمون في الأولاد إلى ثلاثة أقسام ، قسم حماه الله عزوجل من قتل أولاده الذكور والإناث ، وقسم آخر يقتل الذكور والإناث ، وهؤلاء أشار الله إليهم في قوله : (( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق )) ، خشية إملاق ، هؤلاء يقتلونهم لأنهم يكبرون، يضيقون عليهم في الأكل والشرب ، والقسم الثالث : يقتل النساء فقط ، الإناث فقط ، لأنهن على زعمهم عار عليه ، (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم )) أعوذ بالله ، يعني يتغير في ظاهره وباطنه ، في ظاهره وجهه ، إيش ؟
السائل : مسودا .
الشيخ : مسودا ، وفي باطنه كظيم ، يمتلأ غيظا ، يتوارى من القوم ، يختفي ويتدسس عنهم ، من سوء ما بشر به ، لأنهم يلاقون الآن ، جبر الله مصيبتك جاءك اليوم بنت ، فيتوارى منهم ، من سوء ما بشر به ، ثم يفكر ، أيمسكه على هون ، يعني يبقيه حيا على هون وذل و مهانة ، أم يدسه في التراب ، وهذا هو الوأد ، قال الله ألا ساء ما يحكمون ، والعجب أن هؤلاء يشمئزون وينكفون أن تنسب البنات إليهم ، ويجعلونها لمن ؟
السائل : لله عزوجل .
الشيخ : لله ، (( ويجعلون لله البنات ولم ما يشتهون )) نعم ، كما فعلوا ذلك في المآكل ، وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله ، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم )) كذلك أيضا ينهى طيب عن وأد البنات ، طيب ووأد الأولاد ؟
السائل : كذلك .
الشيخ : مثله لكن التخصيص هنا باعتبار الواقع .