حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعةً ينظر فعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت عنه حتى صعد الوحي ثم قال (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي )) حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن الروح فقام ساعةً ينظر فعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت عنه حتى صعد الوحي ثم قال : (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي )) )
الشيخ : الشاهد من هذا القول لا يسمعكم ما تكرهون والمراد بالروح هنا ، روح الحيوان ، من الإنسان وغير الإنسان ، فإنها من أمر الله عزوجل ، ولا يمكن أن يحيط الإنسان ، بشيء من كيفياتها إلا بما جاء به الوحي ، نعم يحيط الإنسان بآثارها ، وأنها ما دامت في البدن فهو حي ، وأما إذا فارقته صار ميتا ، هذا يعرف ، لكن صفة هذه الروح ، وكيف هي وما مادتها وكثافتها ولطافتها هذا لا يعلم إلا عن طريق الوحي ، وقد قال بعض الناس إن الروح جزء من البدن ، كدا ، جزء من البدن وبه الحياة ، وقال بعضهم إنها عرض من أعراضه كالصحة والمرض وما أشبه ذلك ، وقال بعضهم ، إن الروح شيء يذكر ولكنه ليس بداخل الجسم ولا خارج الجسم ، ولا متصل بالجسم ، ولا منفصل بالجسم ، يعني لا تقول هي داخل الجسم ولا خارجه ، وقال بعضهم لا تقل هي داخل العالم ولا خارجه كما وصفه بذلك الرب عزوجل ، فهذا لطائفتان وكلاهما منحرفتان ، الأولى سلكت فيها مسلك التمثيل ، هذه جعلتها جزءا من البدن وعرض من أعراضه وأنها تفنى بفناءه ، وتوجد بوجوده ، والثانية سلكت بها مسلك ، التعطيل والجحود ، لأن هذا الوصف الذي ذكروه له يعني أنه ليس لها وجود ، ليس لها وجود ، كما قالوا في الخالق عزوجل أنه ليس داخل العالم ولا خارجه ، ولا متصل ولا منفصل ..إلخ
والحق أنها أي الروح جسم ، لكنه جسم لطيف ، قوي النفوذ ، والسروع والدخول في البدن ، والدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر حين جاء إلى أبي سلمة رضي الله عنه ، وقد قبض وشخص بصره ، قال فإن الروح إذا قبض اتبعه البصر ، ومعلوم أن البصر لا يتبعه إلا شيئا لا جرم ، وكما أخبر أن الإنسان إذا قبضت روحه كفن في كفن من الجنة أو بكفن من النار وصعد بها إلى السماء ، وكان لها رائحة طيبة ، إن كانت راحة المؤمنين ، أو خبيثة كانت رائحة الكفار ، وهذا يدل على أنها ذات جرم ، لكن جرم ليس من العناصر التي كعناصر المخلوقات ، الأجساد ، بل هي من مادة لا نعلمها ، ولا ندركها ، لأنها لم توصف لنا في الكتاب والسنة ، ولهذا قال : (( قل الروح من أمر ربي )) وأمرها عجيب ، عجيب ، لو أن الإنسان اقفل عليه على اضطراره فإن الروح تخرج ولو كان محكم الإقفال ، يعني لو أنه وضع ماء وأكسجين وما تبقى له الحياة وكان في النزع ثم خرجت روحه لخرجت ، فأمرها إلى الله عزوجل ، فسرها روح أنه جرم يرى ويقبض ويكفن ، ويصعد به وله رائحة ، لكنه جسم ليس كالأجسام في الكثافة ، وله قوة ، قوة في السريان في الجسم ، قوة عجيبة ، ولهذا تجد أن النائم مثلا تخرج روحه ، لكنها لا تخرج خروجا كليا ، فإذا أوقظ، استيقظ في لحظة ، فهذه الروح الخارجة ، تدل على الجسد ، إذا أوقظ دخلت في الجسد بسرعة الله أكبر ، نعم .
السائل : بالنسبة للحديث السابق ، ... .
الشيخ : نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
السائل : إنما ذكر حديث ... عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ... .
الشيخ : نعم .
السائل : فهذا صريح .
الشيخ : نعم ، صريح ، لأن كان النبي صلى الله عليه وسلم محور الإيمان أي صريح .
السائل : لكن كيف وافق ابن حجر ؟
الشيخ : ابن حجر رحمه الله الظاهر لي أنه يعني لا يعتني كثيرا بكتب شيخ الاسلام بن تيميه .
السائل : ولا الحديث .
الشيخ : الحديث ... سبحان الله هذا يدل على نفس الإنسان مهما كان نعم .