باب : ما يكره من التعمق والتنازع ، والغلو في الدين والبدع . لقوله تعالى : (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) . حفظ
القارئ : قال رحمه الله تعالى :
باب ما يكره من التعمق والتنازع ، والغلو في الدين والبدع . لقوله تعالى : (( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) .
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا .
الشيخ : باب ما يكره من التعمق في إيش، التعمق مأخوذ من العمق وهو تقعر الشيء ، والتنازع التنازع في العلم ، والمراد في التنزاع في العلم ، الذي لا يقصد به الإنسان إلا منازعة خصمه ، وغلبته عليه ، والغلو في الدين الزيادة في الدين ، سواء في مالم يشرع أو فيما شرع فيزيد في وصفة ، فإنا هذا مما يكره ، والبدع أيضا مما تكره ، البدع في الدين ، لا في الدنيا ، فالبدع في الدين كلها ضلالة ، حتى وإن ظن صاحبها أنه هدى ، فإنها ضلالة ، ولكنها تختلف بحسب ما توصل إليه ، فقد تكون فسقا ، وقد تكون كفرا ، بحسب مخالفة أهل السنة ، ثم استدل البخاري رحمه الله بقوله تعالى : ((يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) . فأهل الكتاب كانوا في دينهم على طرفين ، طرف غالي وطرف جاهل ، فكان بعضهم يغلو في دينه حتى يفرض على نفسه ما لم يفرضه الله عليه كقوله تعالى : (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبنا عليهم إلا ابتغاء مرضاة الله )) وبعضهم يتفلت من دينه ، ويفرط ويهمل ، فكما أننا منهيون عن التفريط منهيون أيضا عن الغلو نعم .