حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تواصلوا ) قالوا إنك تواصل قال ( إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم ) حفظ
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تواصلوا ، قالوا إنك تواصل قال : إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلم ينتهوا عن الوصال قال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم ) .
الشيخ : قوله علي الصلاة والسلام لا تواصلوا قالوا إنك تواصل ، لم يريدوا أن يعترفوا بهذا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، أي لم يريدوا أن يقولوا كيف تنهانا عن شيء أنت تفعله ، وإنما يريدون بذلك أن يبينوا ، أن مواصلتهم كانت اتباعا لهم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فكأنهم قالوا إنك تواصل ، فنريد أن نتبعك بذلك ، ثم بين لهم الفرق الذي يمنع المتابعة في ذلك ، لأنه ليس مثلنا ، يبيت ربه يطعمه ويسقيه ، يبيت يعني في الليل ، يطعمه ربه ويسقيه ، يطعمه ماذا خبزا ولحما ، وعسلا ، ويسقيه لبنا وماء ؟
الجواب : لا، إذ لم يكن كذلك ، لم يكن هناك وصال ، فتعذر أن يكون طعاما كطعام الناس ، إذا هو طعام آخر ، فما هذا الطعام ، قال بعضهم إنه طعام من طعام أهل الجنة ، وطعام الجنة طعام أخروي ، طعام أخروي ، فلا يفطر الصائم ، فلا يفطر الصائم ، وهذا أيضا فيه نظر ، لأن طعام الجنة وشراب الجنة يملأ البطن ، فيحصل به ما يحصل ، كطعام الدنيا ، وقال بعضهم إن معنى الإطعام والإسقاء ، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشتغل بمناجاة الله عز وجل وذكره والثناء عليه ويحصل له بهذا الغذاء الروحي ، ما يكفيه عن الغذاء الجسدي ، والإنسان إذا اشتغل بشيء اشتغالا تاما أنساه الإشتغال به ما سواه وهذا شيء مشاهد ، وعلى هذا يجرى قول الشاعر : " لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد " يعني أن أحاديث أبي ذكراك تشغلها عن الشراب فلا تحتاج إليه ، وتلهيها عن الزاد فلا تحتاج إليه ، وهذا القول هو المتعين ، لأن لا يمكن أن يكون الناس في مرتبة كمرتبة الرسول عليه الصلاة والسلام يستغنون بمناجاة الله عزوجل عن الغذاء الجسدي ، فهذا هو الفرق ، فلم ينتهوا عن الوصال ، لم ينتهوا عن الوصال ، ربما يأخذ من هذه الجملة وأمثالها من يقدح بالصحابة ، ويقول إنظروا للصحابة ينهون فلا ينتهون ، ويأمرون فلا يأتمون ، فيتخذ من هذا قدحا في الصحابة رضي الله عنهم ، أمروا في الحلق في غزوة يوم الحديبية ، وأمروا بالتحلل في حجة الوداع ، ولكنهم لم يمتثلوا على وجه مبادرين فيه ، فنقول الصحابة رضي الله عنهم حينما انتهوا لا يريدون بذلك معصية الله ورسوله ، وحينما امتنعوا عن فعل المأمور لا يريدون بذلك معصية الله ورسوله ، إنما هم متأولون ، يظنون أن يعدل الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا الحكم أو أنه أتى بهذا الحكم رحمة بهم ، فهم لم ينتهوا عن الوصال ظنا منهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال رأفة بهم ، فقالوا في أنفسهم إنا قادرون ، ولا يشق علينا ، ولهذا تركهم النبي عليه الصلاة والسلام لم يعنفهم ، تركهم وواصل بهم يومين ، أو ليلتين ثم رأوا الهلال ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر لهلال لزدتكم كالمنكل لهم ، وفي هذا إشارة إلى عقوبة الإنسان بأشد العقوبتين التي ، التي ، الذي يترجاها ، وعلى هذا بنى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنى منع الرجل المطلق ثلاثا من الرجوع إلى زوجته ، وقال أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ، فعاقبهم بما تعجلوا إليه من الشيء المحرم ، لأن الذي يطلق زوجته ثلاثا ماذا يريد ، يريد بذلك سرعة البينونة ، وتعجل البينونة ، فعاقبهم عمر بما أرادوه لأنفسهم ، وهنا عاقب النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الصحابة بما أرادوه لأنفسهم من ، إيش ، من الوصال ، لولا أن الهلال رؤي لزادهم ، نعم .
الشيخ : قوله علي الصلاة والسلام لا تواصلوا قالوا إنك تواصل ، لم يريدوا أن يعترفوا بهذا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، أي لم يريدوا أن يقولوا كيف تنهانا عن شيء أنت تفعله ، وإنما يريدون بذلك أن يبينوا ، أن مواصلتهم كانت اتباعا لهم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فكأنهم قالوا إنك تواصل ، فنريد أن نتبعك بذلك ، ثم بين لهم الفرق الذي يمنع المتابعة في ذلك ، لأنه ليس مثلنا ، يبيت ربه يطعمه ويسقيه ، يبيت يعني في الليل ، يطعمه ربه ويسقيه ، يطعمه ماذا خبزا ولحما ، وعسلا ، ويسقيه لبنا وماء ؟
الجواب : لا، إذ لم يكن كذلك ، لم يكن هناك وصال ، فتعذر أن يكون طعاما كطعام الناس ، إذا هو طعام آخر ، فما هذا الطعام ، قال بعضهم إنه طعام من طعام أهل الجنة ، وطعام الجنة طعام أخروي ، طعام أخروي ، فلا يفطر الصائم ، فلا يفطر الصائم ، وهذا أيضا فيه نظر ، لأن طعام الجنة وشراب الجنة يملأ البطن ، فيحصل به ما يحصل ، كطعام الدنيا ، وقال بعضهم إن معنى الإطعام والإسقاء ، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم يشتغل بمناجاة الله عز وجل وذكره والثناء عليه ويحصل له بهذا الغذاء الروحي ، ما يكفيه عن الغذاء الجسدي ، والإنسان إذا اشتغل بشيء اشتغالا تاما أنساه الإشتغال به ما سواه وهذا شيء مشاهد ، وعلى هذا يجرى قول الشاعر : " لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد " يعني أن أحاديث أبي ذكراك تشغلها عن الشراب فلا تحتاج إليه ، وتلهيها عن الزاد فلا تحتاج إليه ، وهذا القول هو المتعين ، لأن لا يمكن أن يكون الناس في مرتبة كمرتبة الرسول عليه الصلاة والسلام يستغنون بمناجاة الله عزوجل عن الغذاء الجسدي ، فهذا هو الفرق ، فلم ينتهوا عن الوصال ، لم ينتهوا عن الوصال ، ربما يأخذ من هذه الجملة وأمثالها من يقدح بالصحابة ، ويقول إنظروا للصحابة ينهون فلا ينتهون ، ويأمرون فلا يأتمون ، فيتخذ من هذا قدحا في الصحابة رضي الله عنهم ، أمروا في الحلق في غزوة يوم الحديبية ، وأمروا بالتحلل في حجة الوداع ، ولكنهم لم يمتثلوا على وجه مبادرين فيه ، فنقول الصحابة رضي الله عنهم حينما انتهوا لا يريدون بذلك معصية الله ورسوله ، وحينما امتنعوا عن فعل المأمور لا يريدون بذلك معصية الله ورسوله ، إنما هم متأولون ، يظنون أن يعدل الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا الحكم أو أنه أتى بهذا الحكم رحمة بهم ، فهم لم ينتهوا عن الوصال ظنا منهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال رأفة بهم ، فقالوا في أنفسهم إنا قادرون ، ولا يشق علينا ، ولهذا تركهم النبي عليه الصلاة والسلام لم يعنفهم ، تركهم وواصل بهم يومين ، أو ليلتين ثم رأوا الهلال ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تأخر لهلال لزدتكم كالمنكل لهم ، وفي هذا إشارة إلى عقوبة الإنسان بأشد العقوبتين التي ، التي ، الذي يترجاها ، وعلى هذا بنى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنى منع الرجل المطلق ثلاثا من الرجوع إلى زوجته ، وقال أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ، فعاقبهم بما تعجلوا إليه من الشيء المحرم ، لأن الذي يطلق زوجته ثلاثا ماذا يريد ، يريد بذلك سرعة البينونة ، وتعجل البينونة ، فعاقبهم عمر بما أرادوه لأنفسهم ، وهنا عاقب النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الصحابة بما أرادوه لأنفسهم من ، إيش ، من الوصال ، لولا أن الهلال رؤي لزادهم ، نعم .