فوائد حديث : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا ، دليل أيضا على براءة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مما زعمته الرافضة أنهما ظلما علي بن أبي طالب وفاطمة والعباس ، فإن النهاية كما رأيتم أن عمر رضي الله عنه رضي الله عنه دفع إليهم المال على أن يعملا فيه على ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل فيه ، ومع ذلك تنازعا هذا النزاع حتى وصف ابن عباس علي بن أبي طالب بأنه إيش بأنه ظالم وهذا نزاع شديد ولهذا قال إن عجزتما عنها فادفعاها إلي أنا أكفيكماها رضي الله عنه ، وإن قدرتم على أن تصرفاها ، كما صرفها النبي عليه الصلاة والسلام ، فهذا هو الواجب عليه ، وفي هذا دليل على أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ينالهم من الرعية ما ينالهم من الأذى ولكنهم يصبرون ويحتسبون كما هي طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام ، (( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا )) ولا تظن أنك تكون رأسا في شيء من الأشياء فتسلم ولهذا يذكر عن رجل أوصى ابنه فقال : يا بني، لا تكن رأسا فإن الرأس كثير الآفات ، كل إنسان يتولى شيئا قياديا فإنه لابد ، لابد أن يحصل من يرضى بعمله ومن لا يرضى بعمله ، ولكن وظيفة الإنسان أن يصلح ما بينه وبين الله عزوجل ، فإذا أصلح ما بينه وبين الله عزوجل أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ولهذا كتبت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى معاوية حين تولى الخلافة ، وقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من التمس رضى الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن ألتمس رضى الله بسخط الناس ، كفاه الله مؤونة الناس ) فدافع عنه وحفظه وبين أمره أن من يسخط الله في رضى الناس فإن الله تعالى يسخط عليه ويسخط عليه الناس فتكون القلوب كارهة له ، ساخطة لفعله ، فأهم شيء على هذا الإنسان أن ينظر ما بينه وبين ربه فقط ، أما ما بينه وبين الناس فإنه سوف يصبر ولو بعد زمن نعم يا خالد .