قراءة من الشرح . حفظ
السائل : " قوله باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة ، لقوله تعالى ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ورد فيما ترجم به حديثان بلفظ وليسا على شرطه واكتفى بما يؤدي معناهما وهما ما ذكرهما من الآية والحديث فأما حديث من دعا إلى ضلالة فأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) .
وأما حديث من سن سنة سيئة فأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا ) وأخرجه من طريق المنذر بن جرير عن أبيه مثله لكن قال شيء في الموضعين ، لكن قال شيء في الموضعين بالرفع وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن جرير بلفظ من ( سن سنة خير ومن سن سنة شر ) وأما الآية فقال مجاهد في قوله تعالى : (( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم )) قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم شيئا وأخرج عن الربيع بن أنس أنه فسر الآية المذكورة بحديث أبي هريرة المذكور ذكره مرسلا بغير سند وأما حديث الباب عن عبد الله بن مسعود فقد مضى شرحه في أول كتاب القصاص وتقدم البحث في المراد بالمفارق للجماعة المذكور فيه قال المهلب هذا الباب والذي قبله في معنى التحذير من الضلال واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين انتهى ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده ولو لم يكن هو عمل بها بل لكونه كان الأصل في أحداثها " .
الشيخ : كان الأصل .
القارئ : إيه ، نعم " بل لكونه كان الأصل في أحداثها ".
الشيخ : فإذا قال قائل من دعا إلى ضلالة هل له من توبة ، لأنه إذا دعا إلى ضلالة ، بدعة في الدين ، العقدية أو القولية أو الفعلية فهل لهم من توبة ، فالجواب نعم ، له توبة ، إذا تاب إلى الله تاب الله عليه ولم يلحقه من أوزار من تبعه شيء ، ولكن يجب إذا كان قد دعا إلى الضلالة من طريق أن تكون توبته ورجوعه إلى الله لمثل هذا الطريق ، فإذا كان عن طريق المؤلفات فليكتب أنه رجع إلى الحق ، عن طريق التأليف ، إذا كان عن طريق الأشرطة كما يوجد في عصرنا ، فليتكلم عن طريق الأشرطة ، المهم أن السيئة لا تمحى إلا بطريق مثل الطريق الذي أثبتت بها وحينئذ يتوب الله عليه ولا يلحقه شيء من آثام من تبعهم ، وكذلك من سن في الإسلام سنة سيئة ، فإن توبته أن يعلن الرجوع عن ذلك وأن يحرص على أن يحدث حسنة تمحوا تلك السيئة ، فإذا كانت السيئة التي سنها الإمتناع عن الزكاة فتبعهم الناس وامتنعوا عن الزكاة ، فتوبته أن يخرج الزكاة ويعلن ذلك ، وإن حقق التوبة في إخراج الصدقات التي تقابل البخل أولا فهذا حسنة (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .
وأما حديث من سن سنة سيئة فأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا ) وأخرجه من طريق المنذر بن جرير عن أبيه مثله لكن قال شيء في الموضعين ، لكن قال شيء في الموضعين بالرفع وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن جرير بلفظ من ( سن سنة خير ومن سن سنة شر ) وأما الآية فقال مجاهد في قوله تعالى : (( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم )) قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم شيئا وأخرج عن الربيع بن أنس أنه فسر الآية المذكورة بحديث أبي هريرة المذكور ذكره مرسلا بغير سند وأما حديث الباب عن عبد الله بن مسعود فقد مضى شرحه في أول كتاب القصاص وتقدم البحث في المراد بالمفارق للجماعة المذكور فيه قال المهلب هذا الباب والذي قبله في معنى التحذير من الضلال واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين والنهي عن مخالفة سبيل المؤمنين انتهى ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده ولو لم يكن هو عمل بها بل لكونه كان الأصل في أحداثها " .
الشيخ : كان الأصل .
القارئ : إيه ، نعم " بل لكونه كان الأصل في أحداثها ".
الشيخ : فإذا قال قائل من دعا إلى ضلالة هل له من توبة ، لأنه إذا دعا إلى ضلالة ، بدعة في الدين ، العقدية أو القولية أو الفعلية فهل لهم من توبة ، فالجواب نعم ، له توبة ، إذا تاب إلى الله تاب الله عليه ولم يلحقه من أوزار من تبعه شيء ، ولكن يجب إذا كان قد دعا إلى الضلالة من طريق أن تكون توبته ورجوعه إلى الله لمثل هذا الطريق ، فإذا كان عن طريق المؤلفات فليكتب أنه رجع إلى الحق ، عن طريق التأليف ، إذا كان عن طريق الأشرطة كما يوجد في عصرنا ، فليتكلم عن طريق الأشرطة ، المهم أن السيئة لا تمحى إلا بطريق مثل الطريق الذي أثبتت بها وحينئذ يتوب الله عليه ولا يلحقه شيء من آثام من تبعهم ، وكذلك من سن في الإسلام سنة سيئة ، فإن توبته أن يعلن الرجوع عن ذلك وأن يحرص على أن يحدث حسنة تمحوا تلك السيئة ، فإذا كانت السيئة التي سنها الإمتناع عن الزكاة فتبعهم الناس وامتنعوا عن الزكاة ، فتوبته أن يخرج الزكاة ويعلن ذلك ، وإن حقق التوبة في إخراج الصدقات التي تقابل البخل أولا فهذا حسنة (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) نعم .
السائل : ... .
الشيخ : نعم .