تتمة فوائد الأثر ومنها إثبات أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق . حفظ
الشيخ : وفيه أيضا أنه بعث محمدا للحق والأحقية هذه تعود إلى أمرين ، إلى البعث وإلى المبعوث به ، البعث يعني أنه صادق وأنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والمبعوث به أن كل ما جاء به هو الحق ، ولهذا لا ترى باطلا ما جاء به الرسول أبدا لا ترى كذبا بالخبر ولا ترى جورا في الحكم ، ولا تناقضا في مختلف أبدا ، كله حق ، وفيه أيضا أن القرآن منزل ، منزلا ممن ؟ من الله (( قل نزله روح القدس من ربك )) فهو منزل من الله ونحن نعلم جميعا أن القرآن وصف وليس عين تنزل ولكن ، وترى وتشاهد ، ولكنه كذلك ، فإذا كان نازلا من عند الله وهو كلام ، لزم أن يكون كلامه وليس مخلوقا من مخلوقاته بخلاف قوله تعالى : (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) وقوله : (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) فإن هذه هذا الإنزال إنزال مخلوق ، لأن المنزل أعيان قائم بنفسه فتكون مخلوقه ، بخلاف القرآن ، وكان من عقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كتاب الله كلام الله منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، فإن قال قائل غير مخلوق من التعمق فإنه ليس في القرآن أن الله قال منزل غير مخلوق ، فيقال إن السلف اضطروا إليها دفعا لباطل اخترعه أهل الباطل وهم الجهمية حيث قالوا إن القرآن مخلوق ، فلزم أن يقولوا غير مخلوق وكذلك قولهم أو قول بعضهم استوى على العرش بذاته فإن بذاته لم ترد في القرآن ولا في السنة لكن اضطروا إلى ذلك لقول أهل الباطل إنه لم يستوي بذاته على العرش لكنه استولى استيلاء ، وكذلك نزوله إلى السماء الدنيا حيث عبر بعضهم فقال بذاته ، فإنهم اضطروا إلى ذلك من أجل دفع قول من يقول أن الذي ينزل أمره ، فإن الذي ينزل إلى السماء الدنيا أمره أما هو فلا ينزل ، هكذا يقولون ، تنزل رحمته وهذا خطأ ، فمثل هذه العبارات قد يعبر بها السلف للإضطرار ، وإذا كانت للإضطرار فإنه لا ينبغي أن تقال في حال الإختيار شو معنى في حال الإختيار ؟ يعني لو كنت تحدث عامة ، عامة من الناس ولم يطرأ على باله وليسوا في مكان أو زمان قد شاع فيه أن المراد ينزل بذاته ، ينزل أمره فلا يحسن أن تقول هذا لا يحسن أن تقول هذا ، لماذا ؟ لأنك لست أبلغ من الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولا أنصف من الرسول وليس عليك لو حلفت في ذاته ، ومادام لم يرد في أذهان من عندك أنه تنزل رحمته أو ملك من ملائكته ، فلا حاجة لك إلى هذه العبارة ، لأن ما جاز حال الإضطرار ، لا يلزم جواز إحال الإضطرار أن يجوز إحال الإختيار ، وكذلك استوى على العرش واضح الجملة ، طيب إذا نقول إن قول السلف غير مخلوق جاءوا به إيش ؟ اضطرارا لدفع قول الجهمية ومن ضاهاهم إنهم ، وإلا يكفي أن نقول منزل من عند الله ، وكل يعرف بعقله وفطرته السليمة أنه إذا كان الكلام ، إذا كان القرآن كلاما وقولا فهو نازل من الله فلا بد أن يكون من صفاته ، إذ هو ليس شيء أو عين قائم بذاتها ، نعم ، والكتاب ذكرنا فيما سبق أنه سمي بذلك لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ، وفي الصحف التي بين الملائكة وفي أيدي الناس ، نعم .