فوائد حديث مصلى العيد . حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث فوائد كثيرة منها إحترام الصحابة لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال لولا منزلتي منه لما شهدته من الصغر ، واحترام آل النبي صلى الله عليه وسلم واجب ، واجب لحق الرسول عليه الصلاة والسلام ولحق القرابة ، قال الله تعالى : (( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )) يعني إلا أن تودوا قرابتي هذا على قول في معنى الآية وقيل إلا المودة لسبب قربهم يعني فأريد أن تودوني لا لأني جئتكم بالرسالة ، ولكن لأني قريب ، والقريب غايته يود قريبه ، والآية تحتمل معنين فتحمل عليهما ، لأنه لا منافة بينهما ، وفيه دليل على حرص عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على العلم والقرب من المعلم ، وهذا أمر مشهود له حتى أنه كان يأتي إلى دار الرجل في القيلولة في وقت النهار في نصف النهار ، فيضع رداءه ويتوسده ، ويبقى إلى أن يقوم الرجل فيحدثه فيقول له هلا كنت استأذنت فيقول أنا صاحب الحاجة ، أنا صاحب الحاجة ، فلا يليق بي أن أوقظك لتقضي حاجتي ، وهذا من أدبه رضي الله عنه ، وفيه أيضا دليل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي العيد في غير المسجد النبوي ، وأن هذا هو السنة ، وعمل أهل المدينة اليوم على خلاف السنة ، السنة أن يجعل في المدينة مصلى عيد ، يخرج الناس إليه ويصلون فيه ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ، فإذا قيل إذا صلوا في المكان الذي كان فيه الرسول عليه الصلاة والسلام يصلي فيه كانوا في جوف المدينة ، فيقال هذا المكان الذي صلى فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مقصودا بعينه ولكن المقصود بوصفه ، وأنه خارج البلد فيطلب في المدينة مصلى خارج المدينة يصلون فيه ، وفيه دليل على أن المفضول قد يكون أفضل من الفاضل لسبب يقتضيه فالصلاة في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة ، فالصلاة فيه خير من ألف صلاة في مصلى العيد ، لكن لما كان خروجه إلى مصلى العيد وترك المسجد النبوي في صلاة العيد يترتب عليه مصلحة أكثر صار أفضل ، فلا يقال إن أهل المدينة تركوا الخروج إلى الصحراء من أجل فضل المكان ، لأننا نقول فضل هذا المكان متى ثبت في عهد الرسول أو بعده ؟
السائل : بعده .
الشيخ : هاه .
السائل : بعده ، في عهد الرسول .
الشيخ : في هذا المكان ، فضل المسجد النبوي على الصحراء في عهد الرسول أو بعده .
السائل : في عهده ، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : ما في إشكال ، ما في إشكال ، ومع ذلك لم يراعيهم النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يخرج إلى الصحراء ، وفيه دليل على أن خطبة العيد بعده ، بخلاف خطبة الجمعة فإنها قبلها ، واختلف العلماء في الحكمة من تقديم خطبة الجمعة على العيد ، فقيل إن الخطبتين في الجمعة شرط ، شرط لصحة الصلاة ، والمشروط والشرط يتقدم المشروط ، بخلاف الخطبتين في العيد فإنهما سنة ، لو أن الناس تركوهما فلا إثم عليهما ، وقيل من أجل أن يجتمع الناس للجمعة شيئا فشيئا بخلاف العيد ، لأنه ليس لها أذان ولا إقامة ، فيبادر بالصلاة إليها ، وقيل غير ذلك ، الشاهد أن خطبة العيد تكون بعد الصلاة ، وفيه دليل على أنها خطبة واحدة ، وذلك لأن خطب فعل مطلق ، والمطلق لا يقتضي التكرار إلا بدليل ، ولا دليل على هذا إلا حديث رواه ابن ماجه في سند فيه ضعف أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب خطبتين جلس بينهما ، وفيه أيضا أنه لا يشرع للعيد أذان ولا إقامة ، ولا الصلاة جامعة ، خلافا لقول بعض العلماء أنه يشرع أن ينادى لصلاة العيد الصلاة جامعة ، وهذا ليس بصحيح ، ولكن لو حصل حال تقتضي أن يصلي الناس في آخر المسجد ، من داخل البلد فهل يشرع للمؤذن أن يقول الصلاة في البلد ؟ الجواب : نعم يشرع لإعلام الناس ، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا حصل وحل أو مطر أو نحو ذلك قال صلوا في ، في رحالكم بدل حي على الصلاة ، وفيه دليل على حث الناس على الصدقة أو أمره بها في صلاة العيد ، لاجتماع الناس ، ولأنه يوم ينبغي أن يكون عيدا للأغنياء والفقراء ، فإذا تصدق على الفقراء في هذا اليوم انتفعوا كثيرا ، ومن فوائد هذا الحديث وهو مقتصر بهذا أن فضيلة نساء الصحابة ، رضي الله عنهن ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بالصدقة تصدقن من حليهن حتى جعلن يشرن إلى آذانهن وحلوقهن ، الآذان وش فيها .
السائل : الأخراس .
الشيخ : الأخراس ، والحلوق القلائد ، وفي حديث آخر في لفظ آخر خواتمهن .