قراءة من الشرح . حفظ
القارئ : " يقول وأما قوله وما أمر إلى آخره فمطابقته لحديث الباب خفية وكأنه من جهة الصفة المذكورة وهي العدالة لما كانت تعم الجميع لظاهر الخطاب أشار إلى أنها من العام الذي أريد به الخاص أو من العام المخصوص لأن أهل الجهل ليسوا عدولا وكذلك أهل البدع فعرف أن المراد بالوصف المذكور أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم الشرعي ومن سواهم ولو نسب إلى العلم فهي نسبة صورية لا حقيقية وورد الأمر بلزوم الجماعة في عدة أحاديث منها ما أخرجه الترمذي مصححا من حديث الحارث بن الحارث الأشعري فذكر حديثا طويلا وفيه وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وفي خطبة عمر المشهورة التي خطبها بالجابية عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وفيه ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة وقال بن بطال مراد الباب الحض على الاعتصام بالجماعة لقوله لتكونوا شهداء على الناس وشرط قبول الشهادة العدالة وقد ثبتت لهم هذه الصفة بقوله وسطا والوسط العدل والمراد بالجماعة أهل الحل والعقد من كل عصر وقال الكرماني مقتضى الأمر بلزوم الجماعة أنه يلزم المكلف متابعة ما أجمع عليه المجتهدون وهم المراد بقوله وهم أهل العلم والآية التي ترجم بها احتج بها أهل الأصول لكون الإجماع حجة لأنهم عدلوا بقوله تعالى جعلناكم امة وسطا أي عدولا ومقتضى ذلك أنهم عصموا من الخطأ فيما أجمعوا عليه قولا وفعلا. قوله حدثنا أبو أسامة ".
الشيخ : طيب، المهم أن المراد بالجماعة تشمل المعنيين الجماعة على الأمير والجماعة على القول والحكم فالرسول عليه الصلاة والسلام أمر بهذا وهذا أما هل الإجماع حجة أو غير حجة فهذا موضع بحث في أصول الفقه، ولا شك أن الإجماع حجة ولكن يبقى النظر في تحقق الإجماع، فإن تحقق الإجماع صعب للغاية إلا ما لا إشكال فيه من أمور الدين كوجوب الصلاة مثلا وإلا فما في الإشكال نقل الإجماع الإجماع فيه صعب ثم العلم بالإجماع صعب فنقل الإجماع يكون صعب ولهذا نقل الإمام أحمد فيما روى عنه من ادعى الإجماع فهو كاذب وما يدريه لعلهم اختلفوا .
شيخ الإسلام رحمه الله توسط فقال: الإجماع الذي ينضبط ما كان عليه سلف الأمة إذ بعدهم كثر الإختلاف وانتشرت الأمة فما كان من السلف فهو الذي يمكن أن يحاط به أما بعد ذلك الحكومة الإسلامية اتسعت والآراء كثرت وحصل النزاع الكثير انظر إلى تفرق الأمة لما اختلف علي ابن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهم انشطرت الأمة الإسلامية انشطارا ما زالت تئن منه إلى اليوم فالإجماع لا شك أنه هو الحق سواء في مسائل الحكمية أو في مسائل السلطة والإمرة، نعم ، آدم .