الرد على بعض المعاصرين الذين يقولون الحديث القوي إذا لم يؤيد بعمل من الصحابة لا يؤخذ به . حفظ
الشيخ : ما قاله بعض المعاصرين أن الحديث القوي إذا لم يؤيد بعمل من الصحابة فإنه لا يؤخذ به هذا أيضا غلط غلط عظيم أن نقيد الأحاديث القولية بعمل الصحابة نحن مكلفون بأن نقبل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قيل هل عمل به الصحابة نقول هذا ليس من شأننا عملوا أم لم يعلموا، أم يعملوا، ثم أن الأصل أنهم عملوا أم لم يعلموا، أم لم يعملوا، ثم إن الأصل أنهم عملوا فلا حاجة إلى النقد لا حاجة إلى النقد ونسب ذلك أيضا الأمور العلمية ما حاجة أن نقول أثبت أن الصحابة قالوا معناها كذا وكذا مثلا لو قال قائل أن الله قال : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) فما هو قول الصحابة في قوله وجاء ربك هل جاء نفسه أو جاء أمره ماذا تقول، الأول جاء نفسه نفس الله فإذا قيل أثبت أن عمر أن أبا بكر أن عثمان أن عليا أن ابن مسعود قال جاء ربك أي جاء نفسه نقول لا حاجة للإثبات لأنهم يقرؤون القرآن ويعرفون المعنى ثم استوى على العرش استوى بمعنى على وارتفع ، فلو قال قائل أثبتلي أن أبا بكر وعثمان وعمر وعلي وأمثالهم من علماء الصحابة ، قالوا استوى بمعنى على ، قلنا حاجة ، لإنهم إذا قرؤوا القرآن هل يعتقدون خلافه لا وهلم مجرة فآيات الأحكام وآيات الأخبار كلها (...) الأصل أن الصحابة عملوا بآيات الأحكام وصدقوا بالأخبار على ظهرها هذا هو الأصل ولهذا لا بد لكل حديث عملي من ثبوت أن الصحابة عملوا به لضاعت كثير من الأحكام وهذه أيضا أحكام الرسول الذي يقول لا بد أن تكون ظاهرة معلمة الكل يعرفها هذا غير صحيح لأن كثير من أخبار الرسول لم يروها عنه إلا واحد ( إنما الأعمال بالنيات ) من رواه مع أنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهذا يقتضي أن يكون علما ومع ذلك لم يرويه إلا واحد حديث (...) المهاجرون والأنصار وعلى رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما علموا بهذا الحديث حتى جاء عبد الرحمن بن عوف وكان قد ذهب في حاجة له ، فأخبرهم بأن النبي صلى الله عليه قال إذا سمعتم به ذر فلا تحكموا عليه ، فالحاصل أنه لا يلزم أن نقول أن أحكام الرسول لا بد أن تكون ظاهره على المرسل غلى جميع الخلق لأجل أن يبلغ كل واحد هذا قول باطل بلا شك .