فوائد: تتعلق بأسماء الله عز وجل وأقسامها حفظ
الشيخ : فيستفاد من هذا الحديث أن الرحمن من أسماء الله له حكم يتعلق به وهو ما يطلق عليه بعض العلماء الأثر، وذلك أن أسماء الله تعالى قسمان، قسم لازم، ومتعدي، فاللازم يدل على الاسم والصفة فقط، مثل الحي، الحي ليس له متعلق بائن عن الله عز وجل بل هو صفة لازمة، الحي معناه ذو الحياة، العظيم ذو العظمة، الجليل ذو الجلال وما أشبهها ، هذه الأسماء لازمة يتم الإيمان بها بإثبات الاسم وإثبات الصفة. هناك أسماء متعدية يعني لها تعلق بالمخلوق هذه لا بد للإيمان بها من الايمان بالاسم والصفة والحكم المترتب على هذا الاسم وهذه الصفة وبعضهم يقول الأثر مثل الرحمن يدل على الاسم والصفة وهي الرحمة ويدل على الحكم وهو أنه يرحم كما في الحديث : ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس ) وكما في القرآن الكريم : (( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء )) السميع من أي القسمين ؟ من الأول أو من الثاني يعني من الذي له حكم أو من الذي لا يتعدى حكمه ؟ له حكمه بدليل قول الله تعالى : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما )) طيب الحكيم يعني متعدي ولا غير متعدي ؟ نقول أما من الحكمة هو غير متعدي أما من الحكم فهو متعدي قال تعالى : (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) طيب البخاري رحمه الله أتى بهذا الحديث والله أعلم للإشارة إلى أن الرحمن اسم متعدي يتعلق بالمخلوقين وفي الحديث الحث على الرحمة وأنه ينبغي للإنسان أن يكون رحيما بالخلق. طيب هل الرحمة تتعلق بالناس فقط أو حتى بالبهائم ؟ حتى البهائم فالإنسان الذي يجد من قلبه رحمة للناس وللبهائم فليبشر بالخير أنه ممن يرحمهم الله عز وجل، فالجنة رحمة الله وأهلها الرحماء : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) وإذا وجدت من قلبك غلظة على من يستحق الرحمة فيجب عليك أن تعالج هذه الغلظة وأن تحولها إلى رحمة وأسباب الرحمة كثيرة : منها الفقر،ومنها الصغر، ومنها المرض، ومنها القرابة، يعني لها أسباب كثيرة كونك ترحم هذا لأنه صبي صغير يرحم لأنه يتيم ترحم هذا الرجل لأنه فقير، لأنه مريض، فإذا وجدت من نفسك رحمة لمن يستحق الرحمة فاعلم أنك موفق إن شاء الله.