فوائد تتعلق بإسم الله الملك حفظ
الشيخ : في هذه الترجمة إثبات الملك اسما من أسماء الله وقد ورد على ثلاثة أوجه فيما أعلم مضافا إلى الناس مضافا إلى الدين مطلق، فالمطلق كقوله تعالى : (( الملك القدوس )) والمضاف إلى يوم الدين : (( ملك يوم الدين )) على إحدى القراءتين والمضاف إلى الناس : (( ملك الناس )) وبهذا نعرف أن الملكية المطلقة في الدنيا والآخرة لله عز وجل فملك الناس ملكهم في الدنيا والآخرة وملك يوم الدين هو الملك الذي تظهر ملكيته أو ملكوته في يوم الدين حين لا يوجد ملك في ذلك الوقت ولهذا يقول الله عز وجل : (( لمن الملك اليوم )) فيجيب نفسه : (( لله الواحد القهار )) والملك والمالك إذا جمع بينهما فإنه يظهر منهما كمال لاجتماعهما زائد على الكمال الذي يكون بانفرادهما لأن في قوله ملك تمام السلطة وفي قوله مالك تمام التصرف انتبهوا في ملك تمام السلطة والسلطان والسيطرة، وفي مالك تمام التصرف والتدبير، ولنضرب لذلك مثلا في المخلوق يكون الإنسان مالكا ولا يكون ملكا أليس ؟ كلكم الآن مالكون، كل واحد كتابه معه ملك له لكن هل أنتم ملوك، ملوك على بيوتكم رعاة طيب ويكون الإنسان ملكا ولا يكون مالكا يعني ملك لا سلطة له موجود ملك لا سلطة له كملكة بريطانيا وغيرها ممن يكون ملكا صورة فينسب الملك ببرلمان وانتخابات وما أشبه ذلك يروح يضيع فإذا اجتمع ملك ومالك صار بذلك تمام السلطة والسيطرة وتمام التصرف والتدبير ولهذا جاءت القراءتان تبين هذا المعنى (( ملك يوم الدين )) (( ومالك يوم الدين )) إذن الملك من له تمام السلطة والسيطرة والمالك من له تمام التصرف والتدبير وكلا الوصفين من خصائص رب العالمين عز وجل وهو متصف بهما حقيقة، فهو ملك وهو مالك لا أحد يتصرف في ملكه إلا بما شاء ولا أحد يشفع عنده إلا بإذنه، ملوك الدنيا مهما بلغوا من القوة والسيطرة يشفع عندهم بلا إذن أليس كذلك؟! توافقون على هذا طيب إذن يمكن كل واحد يدخل الملك ويقول اشفع في فلان بن فلان، ما كل أحد لكن فيه من يشفع بلا إذن بعض الناس يكون ملكا لكنه مملوك لزوجته يعني الزوجة تستطيع أن تقول له يا فلان اشفع لفلان عندك بدون أن تستأذن منه بعض الناس يكون لوزيره أو صديقه قوة يستطيع أن يشفع بلا إذنه لكن الرب عز وجل لقوة سلطانه لا يشفع أحد ولو كان أقرب الناس إليه عبادة وخضوعا إلا بإذنه فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بإذن الله وهو أقرب الناس إلى الله وأتمهم عبودية ومع ذلك لا يستطيع أن يشفع عند الله إلا بإذن الله لماذا؟ لكمال سلطانه عز وجل، إذن فهو ملك كامل السلطة لا أحد يشفع الشفاعة التي فيها خير إلا بعد إذن الله عز وجل وهو أيضا مالك له تمام التصرف والتدبير (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ولا أحد يضاد الله في تدبيره أبدا حتى أكفر الكافرين لا يمكن أن يضاد الله عز وجل في التدبير (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها )) تحدي (( إن كنتم صادقين )) هل يمكن لأكبر واحد في سلطة في العالم أن يرجعها إذا بلغت الحلقوم يردها لأسفل ما يمكن ، إذا تمام السلطة والتدبير لله عز وجل فهو إذن تام الملك وتام التدبير والتصرف وهنا قال : ملك الناس ولم يقل مالك يوم الدين لأن لكل مقام مقالا السورتان الفلق والناس نزلتا لنشرة النبي صلى الله عليه وسلم من السحر ومن الذي سحره واحد من الناس فكانت المناسبة أن يقال ملك الناس الذي بيده السلطة والسيطرة على الناس ومنهم الذين سحروا النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا كرر ملك الناس إله الناس لهذا فهو الملك وهو الإله المألوه للناس سبحانه وتعالى فلكل مقام مقال وهذا من بلاغة القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم سحر ورقي بهاتين السورتين وما تعوذ متعوذ بمثلهما ولا أحسن منهما لرفع السحر لكن بشرط أن يكون هناك صدق من قارئهما وقابلهما أي المقروء عليه فإن كان في القارئ شك أو المقروء عليه شك فإن ذلك لا ينفع لكن إذا كان بقوة ويقين فإنه بإذن الله ينفع ولا أنفع منه وهذا شيء مجرب لمن وفق للإيمان واليقين وصار المحل قابلا وهو المقروء عليه أما إذا كان المحل غير قابل فإنه لا ينفع ولهذا لو جاء رجل شجاع وقوي ومعه سيف بتار نعم وأتى على حديد صلب تعرفون الصلب الذي لا ينثني ولا يلين فتحمس ونادى أنا أبو فلان أنا أبو فلان ثم قام وخبط السيف على هذا الحديد الصلب ينقطع السيف لماذا ؟ لأن المحل غير قابل فلا يتأثر به مع أن الرجل شجاع والسيف بتار نعم ولكن لا ينتفع لأن المحل غير قابل لكن لو جاء هذا الشجاع بسيف بتار على رقبة مجرم مستحق للقتل ثم ضربه بعد أن انفعل فستكون الضربة حينئذ قوية هل يتأثر وتنقطع رقبته أو لا ؟ نعم لا شك لماذا لأن المحل قابل ربما تقرأ على إنسان يقول ما أدري هذا مطوع هذا ينفع ولا ما ينفع ؟! لكن إذا ذهبت إلى فلان وفلان من الكهنة ينتفع هل تنفعه الرقية؟! لا لا بد من أمرين القارئ والمقروء عليه. إذن في هذه الآية اثبات الملك لله وأنه عام وسبق لنا أن ملك الله عز وجل لا يشابهه ملك المخلوقين لأن ملك المخلوقين محدود ومقيد ثم ذكر حديث أبي هريرة قال : ( يقبض الأرض يوم القيامة ) الأرض كلها يقبضها الله يوم القيامة وشاهد هذا في القرآن : (( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) ويطوي السماء بيمينه لقوله تعالى : (( والسماوات مطويات بيمينه )) وهذا الطي حقيقي ليس المراد قوة السيطرة على السماء أو قوة السيطرة على الأرض هو قبض حقيقي للأرض وطي حقيقي للسماء والسماء جعلها الله طيا لا قبضا لأن السماء أوسع من الأرض وأشد وأعظم وطيها أبلغ في القدرة يطويها وقد شبه الله هذا الطي بقوله : (( كطي السجل للكتب )) - لا إله إلا الله - هذه السماوات العظيمة يطويها كطي السجل للكتب ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض - الله أكبر - أين ملوك الأرض هل أحد منهم يرفع رأسه أبدا ما في ملك يوم القيامة ما فيه ملك الناس سواء أصغر الخدم وأقوى الملوك وأعز الملوك على حد سواء كلهم حفاة كلهم عراة كلهم غرل لأنه ما في ملك الملك لله عز وجل يقول أنا الملك أين ملوك الأرض وقال شعيب والزهري وابن مسافر واسحاق عن الزهري عن أبي سلمة والأول عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة شوف السند الأخير خالد.