فوائد مستنبطة من شرح الحديث حفظ
الشيخ : ويستفاد من هذا الحديث علو مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة حيث أثنى على ربه هذا الثناء العظيم بهذا التفصيل العظيم مع أنه عليه صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويستفاد منه أن للرسول صلى الله عليه وسلم ذنوبا لقوله : ( اغفر لي ما قدمت وما أخرت ) وأصرح من ذلك قول الله تبارك وتعالى : (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا )) وأصرح من ذلك : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) وبهذا يبطل قول من يقول أن استغفار الرسول لذنبه استغفار لذنوب أمته وليس استغفارا لذنبه نقول سبحان الله هل أنت أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم برسول الله يعني هل أنت أعلم برسول الله من رسول الله ؟ لا ليس أعلم رسول الله أعلم بنفسه وهو يقول : ( اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وسره وعلانيته وأوله وآخره ) ثم نقول كيف يستقيم هذا القول والله تعالى يقول : (( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا )) فجملة هذه الأوصاف لموصوف واحد فهل هذه أوصاف للأمة ثم كيف يستقيم ذلك والله تعالى يقول : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) كيف يستقيم هذا ؟ لكن الفرق بين الرسول والأمة من حيث الذنب أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقر على الذنب والأمة تقر عليه ومعنى تقر يعني قدرا لا شرعا أما شرعا فلا أحد يقر على الذنب لكن قدرا الأمة تقر على الذنب لكن الرسول لا يقر كيف لا يقر لأنه عليه الصلاة والسلام لا بد أن ينتبه أو ينبه فيستغفر فالإنسان إذا استغفر بعد الذنب فقد تكون حاله أكمل من حاله قبل فعل الذنب أن الأمة فقد تقر شرعا وقدرا على الذنب أما الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه لا يقر بل إما أن ينتبه أو ينبهه الله عز وجل وانظر إلى قوله تعالى : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) فبدأ بالعفو قبل ذكر المخالفة عفا الله عنك ولا عفو إلا عن خطيئة لما(( أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) سبحان الله هذا تعليم من الله عز وجل يعلم نبيه ولنا أن لا نتعجل في الحكم على الشيء حتى تتبين (( حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )) وهذا ينطبق تماما على ضد حالنا اليوم عليها وعلى ضدها ؟ لا الفعل الواقع من الرسول عليها لكن التنبيه والتأديب على ضدها يعني نحن الآن نسمع الكلمة ثم نطير بها في الآفاق دون أن نتبين والله عز وجل يقول لرسوله : (( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )).