باب : قول الله تعالى : (( وكان الله سميعا بصيرا )) وقال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) . حفظ
القارئ : باب (( وكان الله سميعا بصيرا ))
قال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت : ( الحمدلله الذي وسع سمعه الأصوات فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ... )) ).
الشيخ : قوله : (( وكان الله سميعا بصيرا )) هذان اسمان من أسماء الله السميع والبصير ويقرن الله سبحانه وتعالى بينهما كثيرا أي بين السميع والبصير أن بالسمع إدراك الأصوات وبالبصر إدراك الأفعال فالأقوال متعلقها السمع والأفعال البصر ولهذا يقرن الله تعالى بينهما كثيرا والسميع من أسماء الله تعالى وله معنيان : المعنى الأول :إدراك المسموع والمعنى الثاني : استجابة المسموع وعلى هذا - ويش الجلسة هذه ؟ - فالمعنى الأول إدراك المسموع والثاني استجابة المسموع طيب فمن الأول ما ذكره المؤلف رحمه الله قوله تعالى : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) ومن الثاني : قوله تعالى عن إبراهيم : (( إن ربي لسميع الدعاء )) أي لمجيبه وليس المراد (( لسميع الدعاء )) أنه لمدركه وسامعه لأن مجرد السمع لا يتناسب مع قول الداعي : (( إن ربي لسميع الدعاء )) وإنما الذي يتناسب مع دعائه استجابة الدعاء طيب ثم اعلم أن السمع بالمعنى الأول أي : بمعنى إدراك المسموع ينقسم إلى ثلاثة أقسام : عام وللتأييد وللتهديد، العام مثل هذه الآية : (( وكان الله سميعا بصيرا )) هذه عام يشمل كل ما يسمعه كل ما يسمع فسمع الله متعلق به فيسمع أصوات بني آدم وما يقولونه من خير وشر وأصوات البهائم وأصوات الحشرات حتى دبيب النمل على الصخرة الصماء يسمعها عز وجل لا يخفى عليه شيء وهذا هو السمع بالمعنى العام وتارة يراد به التهديد مثل قول الله تبارك وتعالى : (( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )) وقوله تعالى : (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) هذا المراد به التهديد والثالث الذي يراد به التأييد مثل قوله تعالى لموسى وهارون لما قالا : (( ربنا إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) المراد بالسمع هنا سمع التأييد والنصر والمدافعة فهذه السمع التي بمعنى إدراك المسموع أما السمع الذي بمعنى إجابة الداعي فمثله قوله تعالى (( إن ربي لسميع الدعاء )) وقول المصلي سمع الله لمن حمده سمع هنا بمعنى استجاب الله لمن حمده وليس المراد بذلك مجرد سماع صوت الحامد بل المراد استجابته فإذا قال قائل هل السمع يأتي بمعنى الاستجابة قلنا نعم يأتي بمعنى الاستجابة قال الله تعالى : (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهو لا يسمعون )) معنى لا يسمعون أي لا يستجيبون وإلا فهم يسمعون الذكر يتلى عليهم يسمعونه من الناس ولكنهم لا يستجيبون طيب ثم اعلم أن سمع الله وبصره حقيقة وليست راجعة إلى العلم خلافا للمعتزلة الذين يقولون إن الله لا يسمع ولا يبصر والعياذ بالله وأن معنى السمع والبصر هو العلم بدون رؤية مفعول أو سماع مقول ولكن نقول أخطأتم خطأ كبيرا بل السمع غير العلم لأن علم الله تعالى متعلق بالشيء قبل أن يكون مسموعا وقبل أن يكون مبصرا فهو يعلم ما كان وما سيكون ثم ذكر حديث عائشة قالت : ( الحمد لله الذي سمعه الأصوات فأنزل الله على النبي (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) ) هذه امرأة جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم زوجها وكان زوجها قد ظاهر منها أي قال لها : أنت علي كظهر أمي وكانوا يعدون الظهار في الجاهلية طلاقا بائنا وجاءت تشتكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام بأنها كبرت وأن لها أولاد من زوجها وأن زوجها ظاهر منها تشتكي إلى الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يحاورها وييسر عليها الأمر ولكنها أبت وأصرت فأنزل الله تعالى هذه الآيات بل الآيات (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) أي في شأنه (( وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )) قالت عائشة : ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات إني في الحجرة وإنه ليخفى علي بعض حديثها ) سبحان الله والله عز وجل فوق عرشه يسمع كلامها ويسمع محاورتها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحاورته لها وتأمل كيف جاءت الآية بلفظ الماضي ولفظ المضارع (( قد سمع )) (( والله يسمع )) كما جاءت هذه المادة سمع بمعنى التعجب مثل قوله تعالى : (( أسمع به وأبصر )) يعني ما أسمعه وما أبصره .
قال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت : ( الحمدلله الذي وسع سمعه الأصوات فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ... )) ).
الشيخ : قوله : (( وكان الله سميعا بصيرا )) هذان اسمان من أسماء الله السميع والبصير ويقرن الله سبحانه وتعالى بينهما كثيرا أي بين السميع والبصير أن بالسمع إدراك الأصوات وبالبصر إدراك الأفعال فالأقوال متعلقها السمع والأفعال البصر ولهذا يقرن الله تعالى بينهما كثيرا والسميع من أسماء الله تعالى وله معنيان : المعنى الأول :إدراك المسموع والمعنى الثاني : استجابة المسموع وعلى هذا - ويش الجلسة هذه ؟ - فالمعنى الأول إدراك المسموع والثاني استجابة المسموع طيب فمن الأول ما ذكره المؤلف رحمه الله قوله تعالى : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) ومن الثاني : قوله تعالى عن إبراهيم : (( إن ربي لسميع الدعاء )) أي لمجيبه وليس المراد (( لسميع الدعاء )) أنه لمدركه وسامعه لأن مجرد السمع لا يتناسب مع قول الداعي : (( إن ربي لسميع الدعاء )) وإنما الذي يتناسب مع دعائه استجابة الدعاء طيب ثم اعلم أن السمع بالمعنى الأول أي : بمعنى إدراك المسموع ينقسم إلى ثلاثة أقسام : عام وللتأييد وللتهديد، العام مثل هذه الآية : (( وكان الله سميعا بصيرا )) هذه عام يشمل كل ما يسمعه كل ما يسمع فسمع الله متعلق به فيسمع أصوات بني آدم وما يقولونه من خير وشر وأصوات البهائم وأصوات الحشرات حتى دبيب النمل على الصخرة الصماء يسمعها عز وجل لا يخفى عليه شيء وهذا هو السمع بالمعنى العام وتارة يراد به التهديد مثل قول الله تبارك وتعالى : (( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )) وقوله تعالى : (( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون )) هذا المراد به التهديد والثالث الذي يراد به التأييد مثل قوله تعالى لموسى وهارون لما قالا : (( ربنا إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) المراد بالسمع هنا سمع التأييد والنصر والمدافعة فهذه السمع التي بمعنى إدراك المسموع أما السمع الذي بمعنى إجابة الداعي فمثله قوله تعالى (( إن ربي لسميع الدعاء )) وقول المصلي سمع الله لمن حمده سمع هنا بمعنى استجاب الله لمن حمده وليس المراد بذلك مجرد سماع صوت الحامد بل المراد استجابته فإذا قال قائل هل السمع يأتي بمعنى الاستجابة قلنا نعم يأتي بمعنى الاستجابة قال الله تعالى : (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهو لا يسمعون )) معنى لا يسمعون أي لا يستجيبون وإلا فهم يسمعون الذكر يتلى عليهم يسمعونه من الناس ولكنهم لا يستجيبون طيب ثم اعلم أن سمع الله وبصره حقيقة وليست راجعة إلى العلم خلافا للمعتزلة الذين يقولون إن الله لا يسمع ولا يبصر والعياذ بالله وأن معنى السمع والبصر هو العلم بدون رؤية مفعول أو سماع مقول ولكن نقول أخطأتم خطأ كبيرا بل السمع غير العلم لأن علم الله تعالى متعلق بالشيء قبل أن يكون مسموعا وقبل أن يكون مبصرا فهو يعلم ما كان وما سيكون ثم ذكر حديث عائشة قالت : ( الحمد لله الذي سمعه الأصوات فأنزل الله على النبي (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) ) هذه امرأة جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم زوجها وكان زوجها قد ظاهر منها أي قال لها : أنت علي كظهر أمي وكانوا يعدون الظهار في الجاهلية طلاقا بائنا وجاءت تشتكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام بأنها كبرت وأن لها أولاد من زوجها وأن زوجها ظاهر منها تشتكي إلى الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يحاورها وييسر عليها الأمر ولكنها أبت وأصرت فأنزل الله تعالى هذه الآيات بل الآيات (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) أي في شأنه (( وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )) قالت عائشة : ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات إني في الحجرة وإنه ليخفى علي بعض حديثها ) سبحان الله والله عز وجل فوق عرشه يسمع كلامها ويسمع محاورتها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحاورته لها وتأمل كيف جاءت الآية بلفظ الماضي ولفظ المضارع (( قد سمع )) (( والله يسمع )) كما جاءت هذه المادة سمع بمعنى التعجب مثل قوله تعالى : (( أسمع به وأبصر )) يعني ما أسمعه وما أبصره .