قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
القارئ : " وأشار ابن بطال إلى أن مناسبته للترجمة ".
الشيخ : قبل.
القارئ : " وقد تقدم في أواخر صفة الصلاة وفي الدعوات مع شرحه وبيان من جعله من رواية عبد الله بن عمرو وذكر وجعله من حسنه أبي بكر وأشار ابن بطال إلى أن مناسبته للترجمة أن دعاء أبي بكر لما علمه النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي أن الله سميع لدعائه ومجازيه عليه وقال غيره حديث أبي بكر ليس مطابقا للترجمة إذ ليس فيه ذكر صفتي السمع والبصر لكنه ذكر لازمهما من جهة أن فائدة الدعاء إجابة الداعي لمطلوبه فلولا أن سمعه سبحانه وتعالى يتعلق بالسر كما يتعلق بالجهر لما حصلت فائدة الدعاء أو كان يقيده بمن يجهر بدعائه انتهى من كلام ابن المنير ملخصا. وقال الكرماني : لما كان بعض الذنوب مما يسمع وبعضها ومنها مما يبصر لم تقع مغفرته إلا بعد الإسماع والإبصار.
تنبيه : المشهور في الروايات ( ظلما كثيرا ) بالمثلثة ووقع هنا للقابسي موحدة انتهى "
.
الشيخ : على كل حال هذه المناسبات التي ذكروها واللوازم فيها نظر لأننا لو أخذنا باللوازم لوجدنا أسماء كثيرة تدخل ضمن الترجمة ولكن الذي يظهر والله أعلم أن البخاري رحمه الله جعله في هذا الباب في هذه الترجمة (( وكان الله سميعا بصيرا )) لأنه تضمن المغفرة والرحمة ولكن حتى لو قلنا بهذا ما أستطيع أن نقول أن هناك مناسبة بينه وأما كونه من لازم إجابة الدعاء أن يكون قد سمع وأبصر فهذا ما يكفي في المناسبة فالله أعلم.
المهم أن نقول بالنسبة للدعاء تارة يكون بذكر حال الداعي فقط مثل قول موسى لما توجه تلقاء مدين سقى لهما ثم تولى إلى الظل : (( قال رب لما أنزلت إلى من خير فقير )) هذا ذكر حاله وتارة يكون بالدعاء المباشر بأن يقول الإنسان رب اغفر لي وارحمني كما في الجلسة بين السجدتين وتارة يكون بالثناء على الله المجرد كقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( خير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون لا إله إلا الله ) وتارة يكون بالجمع بينهما بين اثنين أو بين الثلاثة وهذا الحديث تضمن الجمع بين الثلاثة .
السائل : ... .
الشيخ : عن مناسبة الحديث ببترجمة أعطها لعبد الرحمن. عشان يسمعنا .
القارئ : " يقول والمقصود من الحديث في هذا الباب أن المدعو لا بد أن يكون سميعا يسمع دعوة الداعي إذا دعاه بصيرا بحاله يبصر إليه ما طلب بقدرته وإلا دعوته تكون ضلالا وسدى ففي الدعاء واستجابة الله بعبده الداعي قرآن أن الله سميع بصير قادر حي عليم وقد قال الله تعالى من يدعو من لا يسمع ولا يبصر : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة )) الآية وقال الله تعالى لخليله إبراهيم : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر )) وقد قال ابن عقيل : قد ندب الله إلى الدعاء وفي ذلك معان : أحدها : الوجود أي أنه من ليس بموجود لا يدعى ، والثاني : الغني فإن الفقير لا يدعى ، الثالث : السمع فإن الأصم لا يدعى ، الرابع : الكرم فإن البخيل لا يدعى ، الخامس الرحمة : فإن القاسي لا يدعى ، السادس : القدرة فإن العاجز لا يدعى ".
" ومن يقول بالطبائع يعلم أن النار لا يقال لها كفى والنجم لا يقال له أصلح مزاجي لأن هذه عندهم مؤثرة طبعا لا اختيارا فشرع الدعاء وصلاة الاستسقاء ليبين كذب أهل الطبائع. وفعل السمع يراد به أربعة معان أحدها : سمع وإدراك ومتعلقه بها الأصوات ، والثاني : سمع وفهم وعقل ومتعلقه المعاني. الثالث: سمع إجابة وإعطاء ما سئل. الرابع : سمع قبول وانقياد فمن الأول : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) (( ولقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )) ومن الثاني : (( لا تقولوا راعنا لكن قولوا انظرنا واسمعوا )) أي سمع فهم وعقل ".
الشيخ : سمع فهم وعقل واستجابة.
القارئ : " ومن الثالث: ( سمع الله لمن حمده ). ومن الرابع (( سماعون للكذب )) أي قابلون له ومنقادون فسمع الإدراك يتعدى بنفسه ".
الشيخ : المهم أن هذا حتى كالأول ذكروا المناسبة الملازمة .
السائل : ... الصوت العالي والصوت الخفي ... .
الشيخ : يمكن لكن كلها بطريق اللزوم يعني إذا أخذنا بطريق اللزوم نجد أبوابا كثيرة تنفتح لنا ... .