باب : ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله . وقال خبيب : وذلك في ذات الإله ، فذكر الذات باسمه تعالى . حفظ
القارئ : باب : ما ينكر في الذات والنعوت وأسامي الله.
قال خبيب : ( وذلك في ذات الإله ) فذكر الذات باسم تعالى.
الشيخ : يعني بمعنى هل تطلق الذات وهل الرب عز وجل ذات مجردة عن الصفات ؟ لا ولهذا قال البخاري رحمه الله : الذات والنعوت والنعوت هي الأوصاف وأسامي الله فهنا ذات واسم وصفة فكلها ثابتة لله فإذا قلت الله الخالق فالخالق تدل على ذات وهي اسم من أسماء الله وتدل على صفة ولهذا لا يمكن أن نقول إن الله جل وعلا ذات مجردة عن الصفات كما يقول من غلاة الجهمية وغيرهم وقالوا إنه لا يجوز أن تثبت صفات بل ذات فقط لأن إثبات الصفات القديمة على حد قولهم يقتضي إثبات قدماء متعددين وإثبات قدماء متعددين شرك مثال ذلك إذا قلت أنا أثبت الله ذاته وأثبت عزة قديمة لم يزل ولا يزال عزيزا وأثبت القدرة له وأثبت العلم وأثبت السمع وأثبت البصر وكلها قديمة يقولون هذا شرك النصارى أشركوا باثنين وأنت أشركت بأكثر بعدد كثير إذن لا يجوز أن نثبت لله صفة هي قديمة ولا يجوز أن نثبت له صفة هي قديمة ولا يجوز أن نثبت له صفة حادثة أيضا لأننا لو أثبتنا صفة حادثة لزم قيام الحوادث به وما قامت به الحوادث فهو حادث إذن مشكلة إن أثبتنا الصفة القديمة قلتم تعدد قدماء وهذا شرك وإن أثبتنا حديثة قلتم هذا حادث والحادث لا يقوم إلا بحادث نعم ماذا نعمل ؟ سهل قل ليس لله صفة واسترح قل ما فيه إلا ذات مجردة عن الصفات والبخاري رحمه الله بين أن هناك ذاتا وهناك نعوتا وهي الصفات وهناك أسامي كلها ثابتة لله عز وجل الذات والاسم والصفة ومستحيل أن توجد ذات مجردة عن الصفات مستحيل لو لم يكن من صفاتها إلا صفة الوجود لكان كافيا لأن كل عين قائمة بنفسها لا بد أن يكون لها صفة فإن قلت لا أصفه بالوجود قلنا هذا بلاء وشرك ما ضد الوجود ؟ العدم إذا فأنت وصفته بالعدم فإن قلت أنفي الوجود والعدم قلنا هذا مستحيل لأن الوجود والعدم نقيضان والنقيضان لا يرتفعان أبدا لا بد لكل شيء من وجود أو عدم أما أن تقول لا موجود ولا معدوم لا أصف بالوجود ولا بالعدم فهذا شيء مستحيل والعجب أن هؤلاء نسأل الله العافية إذا طاردتهم وأفحمتهم ذهبوا يشبهونه بالشيء الممتنع الذي لا يقول به أحد لأنهم إذا قالوا لا نصفه بالوجود ولا بالعدم شبهوه بماذا ؟ بممتنع ولو أنهم سلكوا مذهب السلف وقالوا آمنا بالله وصدقنا بكل ما وصف الله به نفسه لوجدوا الراحة القلبية والحق وهو سهل ويسير ولهذا لا تجد هذا التعمق وهذا التنطع عند الصحابة رضي الله عنهم ما حصل التعمق والتنطع والإيرادات والإشكالات إلا بعد أن خاض الإنسان فيما لا يعنيه.
القارئ : وقال خبيب : ( وذلك في ذات الإله ) فذكر الذات باسمه تعالى .
الشيخ : نعم أثبت لله الذات وذلك في ذات الإله فأثبت الذات باسمه وهذه المسألة سيأتي إن شاء الله الكلام عليها مبسوطا في التفصيل فيها بأن من الناس من أنكر أن تقول إن لله ذاتا بناء على أن الأصل أن الذات في اللغة العربية لا تأتي بمعنى العين وإنما تأتي بمعنى الصاحب فتقول ذات الشيء أي صاحبة الشيء تقول امرأة ذات جمال الدار ذات الاتساع وما أشبه ذلك فهي بمعنى صاحبة ولا تأتي بمعنى الشيء القائم بنفسه ولكن هذا القول مردود بمثل ما قال البخاري رحمه الله في قول خبيب وذلك في ذات الإله وعارضوا بأن المراد بذات الجهة ذات الإله يعني الجهة سيأتي الكلام إن شاء الله مبسوطا على هذا بأوسع منه .