تتمة شرح الحديث : حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال البخاري رحمه الله تعالى :
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى :أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث تقدم الكلام على أوله إلى قوله : ( ذكرته في ملأ خير منهم ) قال : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) في هذه الجمل الثلاث بيان فضل الله عز وجل وأنه يعطي أكثر مما فعل من أجله أن يعطي العامل أكثر مما عمل وهذه هي القاعدة في ثواب الله عز وجل أنه يعطي أكثر كما جاء في القرآن الكريم : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) (( ومثل ما ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل )) هذه الجمل الثلاث تدل على هذا المعنى العظيم وأن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه يقول جل وعلا : ( إن تقربت إليه بشبر تقربت إليه ذراعا ) الشبر مسافة ما بين طرف الخنصر إلى طرف الابهام عند مد اليد هكذا هذا الشبر والذراع مسافة ما بين طرف الأصبع الوسطى إلى عظم المرفق وهذا هو طرف الأصبع هذا الذراع وهذا هو الذي كان يقدر به سابقا الشبر والذراع والباع وما أشبه ذلك وقوله : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ) اختلف العلماء في هذه الجملة وما بعدها فقيل : إن هذا على حقيقته وإن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا وعلى هذا فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلى مشي كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج أو ما أشبه ذلك وتخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ولكنها كالتي تحتاج إلى مشي أي أن الله يعطي العامل أكثر ما عمل وقيل هذا على سبيل المثال وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه تقرب الله إليه على كيفية لا نعلمها نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله لكن تقرب الله إلينا لا نعلمه فالمعنى إذا تقرب الإنسان بقلبه إلى الله فإن الله تعالى يتقرب إليه على كيفية لا تعلم وذلك أن الإنسان يشعر بتقربه إلى الله بالقلب أحيانا يكون قلبه ذاكرا لله عز وجل فيشعر أنه قريب من الله عز وجل وأحيانا يكون غافلا فالمعنى إذا تقرب الإنسان إلى ربه بالقلب ومن المعلوم أن العبادات تكون سببا لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ولهذا تشعر وأنت ساجد بأنك قريب من الله وأن الله في السماء فيكون على هذا القول يكون هذا من باب ضرب المثل وليس على الحقيقة وهذا القول أحسن من الأول لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات والأول يختص بالعبادات ذات السعي والمشي وكذلك أيضا يقال : ( من تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) أما قوله : ( وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فهذا أيضا اختلف العلماء هل هو على حقيقته أو لا ؟ فقيل : هو على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي أما الله عز وجل لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال إن الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولا بد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يأتي على صفته هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن أنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة ؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يمكن أن نتصورها هي فوق ما نتصور وفوق ما نتكلم به والقول الثاني : ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي بها الإنسان مشيا وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم بمكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها على القول الثاني من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضائي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يشسع إلى العبادة إسراعا بالبدن وأحيانا يسرع بالقلب وهو ثابت بمكانه فالمهم أن للعلماء في هذه المسألة قولين لعلماء السلف هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنها بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية على أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الاسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ويؤيد هذا بأنه ليست جميع العبادات تحتاج إلى سعي ومشي وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون ولا عشر العبادات الأخرى يعني العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل بالنسبة للعبادات الأخرى فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل بهذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل علي فإني سوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشيا أقبل إليك مسرعا أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون فهذا أسلوب عربي معروف ولا زال إلى يومنا هذا طيب وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية .
حدثنا عمر بن حفص قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى :أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث تقدم الكلام على أوله إلى قوله : ( ذكرته في ملأ خير منهم ) قال : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) في هذه الجمل الثلاث بيان فضل الله عز وجل وأنه يعطي أكثر مما فعل من أجله أن يعطي العامل أكثر مما عمل وهذه هي القاعدة في ثواب الله عز وجل أنه يعطي أكثر كما جاء في القرآن الكريم : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) (( ومثل ما ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل )) هذه الجمل الثلاث تدل على هذا المعنى العظيم وأن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه يقول جل وعلا : ( إن تقربت إليه بشبر تقربت إليه ذراعا ) الشبر مسافة ما بين طرف الخنصر إلى طرف الابهام عند مد اليد هكذا هذا الشبر والذراع مسافة ما بين طرف الأصبع الوسطى إلى عظم المرفق وهذا هو طرف الأصبع هذا الذراع وهذا هو الذي كان يقدر به سابقا الشبر والذراع والباع وما أشبه ذلك وقوله : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ) اختلف العلماء في هذه الجملة وما بعدها فقيل : إن هذا على حقيقته وإن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا وعلى هذا فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلى مشي كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج أو ما أشبه ذلك وتخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ولكنها كالتي تحتاج إلى مشي أي أن الله يعطي العامل أكثر ما عمل وقيل هذا على سبيل المثال وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه تقرب الله إليه على كيفية لا نعلمها نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله لكن تقرب الله إلينا لا نعلمه فالمعنى إذا تقرب الإنسان بقلبه إلى الله فإن الله تعالى يتقرب إليه على كيفية لا تعلم وذلك أن الإنسان يشعر بتقربه إلى الله بالقلب أحيانا يكون قلبه ذاكرا لله عز وجل فيشعر أنه قريب من الله عز وجل وأحيانا يكون غافلا فالمعنى إذا تقرب الإنسان إلى ربه بالقلب ومن المعلوم أن العبادات تكون سببا لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ولهذا تشعر وأنت ساجد بأنك قريب من الله وأن الله في السماء فيكون على هذا القول يكون هذا من باب ضرب المثل وليس على الحقيقة وهذا القول أحسن من الأول لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات والأول يختص بالعبادات ذات السعي والمشي وكذلك أيضا يقال : ( من تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ) أما قوله : ( وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) فهذا أيضا اختلف العلماء هل هو على حقيقته أو لا ؟ فقيل : هو على حقيقته ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي أما الله عز وجل لا نعرف كيفية مشيه ولا مانع من أن الله يمشي يقابل المتجه إليه فيقابله إذا أتاه يمشي يقابله بهرولة ويقال إن الذي يأتي سيأتي على صفة ما ولا بد فإذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يأتي على صفته هرولة أو غير هرولة فإذا قال عن نفسه أتيته هرولة قلنا ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن أنه يأتي حقيقة ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة فإذا كان يأتي حقيقة فإنه لا بد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة قلنا آمنا بالله لكن كيف هذه الهرولة ؟ لا يجوز أن نكيفها ولا يمكن أن نتصورها هي فوق ما نتصور وفوق ما نتكلم به والقول الثاني : ولكن هذا القول يخص هذا الحكم بالعبادات التي يأتي بها الإنسان مشيا وتبقى العبادات الأخرى التي يفعلها الإنسان وهو قائم بمكانه تبقى غير مذكورة في هذا الحديث لكنها بمعناها على القول الثاني من باب التمثيل أي من أسرع إلى رضائي وإلى عبادتي أسرعت إلى ثوابه سرعة أكثر من سرعة عمله وهذا القول يشمل جميع العبادات لأن الإنسان يشسع إلى العبادة إسراعا بالبدن وأحيانا يسرع بالقلب وهو ثابت بمكانه فالمهم أن للعلماء في هذه المسألة قولين لعلماء السلف هل نبقيها على ظاهرها وإن كان سيخرج عنها بعض العبادات إلا أنها تثبت بالقياس أو نقول إن هذا كناية على أن فضل الله عز وجل أكثر من عمل العامل وكأن شيخ الاسلام رحمه الله يميل إلى هذا الرأي الأخير أنه من باب ضرب المثال ويؤيد هذا بأنه ليست جميع العبادات تحتاج إلى سعي ومشي وإبقاء الحديث على عمومه المعنوي في جميع العبادات أولى من كوننا نخصه في بعض العبادات التي لا تكون ولا عشر العبادات الأخرى يعني العبادات التي تحتاج إلى مشي قليل بالنسبة للعبادات الأخرى فكوننا نحمل الحديث على عموم العبادات ونجعل هذا من باب ضرب المثل وما زال الناس يضربون المثل بهذا يقول أنا إذا رأيتك تقبل علي فإني سوف أعطيك بالخطوة خطوتين أو إذا أقبلت مشيا أقبل إليك مسرعا أو إذا مشيت إلي بالأقدام أمشي إليك بالجفون فهذا أسلوب عربي معروف ولا زال إلى يومنا هذا طيب وبهذا يزول إشكال الحديث إن حملناه على الحقيقة لم يفتنا على هذا الحمل إلا شيء واحد وهو العبادات التي لا تحتاج إلى مشي ولا إلى مسافة وإن حملناه على ضرب المثل عم جميع العبادات وهذا المثل معروف من أساليب اللغة العربية .