فوائد تتعلق بإثبات صفة العين لله عز وجل حفظ
الشيخ : هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله صفة العين والعين من الصفات الخبرية وذكر رحمه الله آيتين من كتاب الله الآية الأولى قوله تعالى لموسى : (( ولصنع على عيني إذ تمشي أختك )) إلى آخر الآيات الام هذه للتعليل وتصنع بمعنى تربى وتغذى التغذية صناعة والتربية أيضاً صناعة، التغذية صناعة للبدن والتربية صناعة للعمل فإن الإنسان يربى على الأخلاق فيقال صنع عليها ، ويغذى فيزداد نموه وينشط فيكون مصنوع بالغذاء البخاري رحمه الله قال تغذى ذكر أحد نوعي الصناعة وهي التغذية والتربية صناعة لأنك تكيف ولدك مثلاً على الصفة التي تريدها من التربية فيكون هذا صناعة وقوله تعالى ((ولتصنع على عيني )) أي على مرأى مني فأراك بعيني وليس المعنى أنه يصنع على عين الله عز وجل بحيث يكون عليها نفسها لا ولا يمكن أن يكون هذا المراد وليس هو ظاهر اللفظ ولكن المعنى على مرأى مني بالعين يعني أراك بعيني ولهذا فسر العلماء علماء السلف الآية بقولهم على مرأى مني كما فسروا قوله تعالى : (( تجري بأعيننا )) أي بمرأى مني ومراده بذلك أنه يصنع على عين الله أي بمرأى من الله بعينه ففيه اثبات العين والعين كما ترون في الآية مفردة (( عيني )) فهل المراد عين واحدة أو المراد ما ثبت لله من عين الثاني لأن المفرد إذا أضيف يتناول كل ما يحتمله المعنى من العموم أو كل ما تحتمل الإضافة من العموم فهو يشمل ما لله من العين وقوله جل ذكره (( تجري بأعيننا )) قوله تجري الضمير يعود إلى السفينة سفينة من؟ نوح (( وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر )) أي تجري بمرأى منا نحن نكلؤها ونحفظها ونراقبها بأعيننا ولا شك أن هذه المراقبة بالعين مراقبة خاصة الله عز وجل ينظر كل شيء ويبصر كل شيء لكن هذا نظر خاص لهذه السفينة وعناية ورعاية تختص بها ومن المعلوم لا يمكن أن يكون المراد بقوله: (( بأعيننا )) إنها في نفس عين الله عز وجل هذا مستحيل فلا يحتج بذلك علينا أهل التحريف يقولون أنتم تنكرون علينا المشي على خلاف الظاهر وأنتم تمشون في هذه الآية على خلاف الظاهر نقول لهم ما مشينا على خلاف الظاهر بل مشينا على وفق الظاهر أين كانت السفينة في السماء أو في الأرض ؟ في الأرض وكانت على الماء الذي أنزله الله من السماء وأنبعه من الأرض فكيف يمكن أن نقول أن ظاهر قوله: (( تجري بأعيننا )) أي في نفس العين عين الله عز وجل وحاشا وكلا والله تعالى في السماء وهذه في الأرض لكن هذه العبارة معروفة عند العرب إذا قال امش بعيني المعنى أنني أكلؤك بعيني وأحميك بعيني وأرقبك بعيني هذا المعنى، أيضاً تقول للشخص يا فلان هات لي كذا وكذا فيقول على عيني ، قلت له: إيت لي بقدر مملوء من اللحم الحار فقال على عيني أي يضع القدر؟ ليس معقول أنه يضعه على أجفانه، المعنى أنني أحفظ لك ما آتي لك به بعيني فقوله تجري بأعيننا أي بمرأى منا بالعين وليس هذا من باب التحريف بل هذا من باب تفسير الكلام بما يقطع أنه مراد الله عز وجل وهنا قال بأعيننا والآية التي قبل قال (( على عيني )) بالإفراد فهل بينهما تعارض؟ لا ليس بينهما تعارض وهنا يجب أن نعلم ما جاء في الكتاب أو في صحيح السنة لا يمكن أن يناقض بعضه بعضاً لا الكتاب يناقض بعضه بعضا ولا صحيح السنة يناقض بعضه بعضاً ولا القرآن مع صحيح السنة يناقض بعضه بعضاً ولا يمكن لأن كلا من عند الله ولا يمكن أن يكون فيه اختلاف، ولكن قد يقصر الفهم عن المعنى المراد فيظن أن في ذلك تناقضاً ويشتبه عليه الأمر ولكن من أعطاه الله تعالى فهماً عرف كيف يتخلص مما ظاهره التعارض.
وأنا أدلكم على شيء يعينكم على هذا ألا تنظروا إلى الآيات أو النصوص التي ظاهرها التعارض لا تنظروا إليها على سبيل أنها متعارضة انظروا إليها على سبيل أنها متآلفة ثم حاولوا أن تصلوا إلى كيفية هذا التآلف أما أن تنظروا إليها إلى أنها متعارضة فإنك قد تحرم الوصول إلى التأليف بينها لأنك ستورد بعضها على بعض على وجه متناقض وحينئذٍ تحرم الوصول إلى المراد لكن انظر إليها أنها متآلفة ولكن حاول أن تعرف كيف تتآلف هذا هو الذي يجب أن تعتقده في النصوص التي ظاهرها التعارض حتى تهتدي أما إذا نظرت إليها بنظرة التعارض فاعلم أنه سوف ينغلق عليك الباب ولا تعرف كيف توفق بينها لأنك إنما نظرت على أنها متعارضة متنافرة لكن اذا نظرت إليها أنها متآلف لكن كيف التآلف سهل عليك فنحن ننظر الى هاتين الآيتين: (( ولتضع على عيني )) (( تجري بأعيننا )) لا نقول أن فيها تعارض اصلاً نقول بينها تآلف لأن العين مفردة مضافة فتشمل كل ما ثبت لله من عين مهما كثرت أنظر إلى قول الله تعالى: (( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) نعمة مفرد مضاف المراد بها نعمة واحدة؟ لا، ما لا يحصى من النعم (( واذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به )) أيضاً نعمة الله عليكم لا تحصى كذلك عيني نقول: يشمل كل ما ثبت لله من عين، طيب بقينا في الجمع هل نقول بظاهر الجمع أو لا؟ ذهب بعض العلماء إلى أننا نقول بظاهر الجمع ونقول لله أعين كثيرة لكنها غير محصورة لأن أعين جمع وعين مفرد مضاف فيشمل كلما يثبت لو كان آلاف الآلاف وحينئذٍ نقول لله أعين كثيرة غير محصورة ولا معلومة العدد، أفهمتم ؟ طيب، حجة هؤلاء أنهم يقولون: لم يأت في القرآن ولا في السنة تقييد العين بالتثنية كما جاءت اليد، اليد جاءت (( لما خلقت بيدي )) (( بل يداه مبسوطتان )) لكن العين ما جاءت، وإن كان فها حديث فيه مقال ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ) لكن هذا الحديث فيه مقال فهو ضعيف فظنوا أن لله أعين كثيرة ولكن البخاري رحمه الله لدقة فهمه ساق حديثي الدجال ليبين أن المراد بالأعين عينان اثنتان فقط لا تزيد وهو ما قال عن الدجال، ( ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة أو طافية ) طيب، يقول إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه من المشير؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بأعور العين وبهذا يسقط ويبطل قول من قال أن المراد بالعور هنا العيب، لأن بعض المحرفين الذين أصروا على أن تكون أعين الله كثيرة قال المراد بالعور العيب والمعنى أن الدجال أعور أي معيب وليس المراد عور العين ولكننا ندمغهم دمغاً يزهق به الباطل حين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عينه والرسول أعلم منا بالله قال: ( أشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين ) وهذا أيضاً يمنع منعاً باتاً أن يكون المراد بالعور العيب أعور العين وخص اليمنى ومثلها ( كأن عنبة طافية أو طافئة ) روايتان إذا كان كذلك.
علم أن الله ليس له إلا عينان اثتنان وجه الدلالة أنه لو زادت على اثنتين لكان الزائد كمالاً أليس كذلك ولكان هذا الكمال يحصل به الفرق بين عيني الدجال لأن ليس له إلا اثنتان وبين الأعين الزائدة على الاثنتين إذا أثبتنا ذلك لله عز وجل ومن المستحيل أن يدع النبي صلى الله عليه وسلم العلامة التي فيها الكمال إلى علامة انتفاء العين هذا مستحيل لأنه يكون في ذلك اخفاء كمال الله عز وجل بذكر ما زاد على اثنتين
يكون فيه عدم ذكر كمال الله تعالى بما زاد على الثنتين فلو كانت الأعين أكثر من ثنتين لكان الزائد كمالاً يحصل به الفرق بين الدجال والرب عز وجل فلما لم يذكر ذلك الذي هو الكمال وإنما ذكر نفي العين وهو أن الله ليس بأعور علم أن الله سبحانه وتعالى ليس له إلا عينان اثتنان فقط وهذا هو ما ذكره الأشعري و غيره ممن يذكرون عقيدة أهل السنة و الجماعة يقولون : " وأن لله عينين اثنتين" وهذا هو المتعين على المؤمن ان يعتقده في ربه عز وجل أن له سبحانه و تعالى عينين اثنتين .
فإن قال قائل في هذا الحديث اشكال عظيم و هو كيف أن الرسول علية الصلاة و السلام جعل العلامة الفارقة في العين مع أن الفرق بين الخالق و المخلوق عقلي لا حسي يعني ليس الفرق مجرد أن هذا أعور و الرب عز وجل ليس بأعور لا هناك فروق كثيرة فلماذا؟ قلنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العلامة الحسية لأن المسألة اذا جاء الدجال اندهش الرجال وضاعت العقول فالعلامة الحسية أسرع إلى الإدراك من العلامة العقلية لأن العلامة العقلية تحتاج إلى مقدمات وربما يذهل الإنسان عنها في تلك اللحظة لكن العلامة الحسية واضحة كالعلامة الأخرى التي ستأتي إن شاء الله تعالى في الحديث الذي بعده و هي أنه مكتوب بين عينيه كافر هذه أيضا علامة حسية و النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق وأنصحهم ذكر العلامة التي لا تحتاج الى مقدمات ولا تحتاج إلى إعمال فكر فبمجرد يرى الرجل هذا الخبيث الدجال يعلم أنه ليس برب فهذا هو وجه كون الرسول صلى الله عليه و سلم ذكر هذه العلامة الحسية دون أن يكون هناك علامات عقلية وإلا من المعلوم (( أفمن يخلق كمن لا يخلق )) على أن هذا الدجال يوهم الناس أنه يخلق بأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويقتل الرجل ويحييه فيحصل في هذا لبس لكن والحمد لله هذه العلامة الحسية لا تحتاج إلى تأمل ولا إلى تفكير.
وأنا أدلكم على شيء يعينكم على هذا ألا تنظروا إلى الآيات أو النصوص التي ظاهرها التعارض لا تنظروا إليها على سبيل أنها متعارضة انظروا إليها على سبيل أنها متآلفة ثم حاولوا أن تصلوا إلى كيفية هذا التآلف أما أن تنظروا إليها إلى أنها متعارضة فإنك قد تحرم الوصول إلى التأليف بينها لأنك ستورد بعضها على بعض على وجه متناقض وحينئذٍ تحرم الوصول إلى المراد لكن انظر إليها أنها متآلفة ولكن حاول أن تعرف كيف تتآلف هذا هو الذي يجب أن تعتقده في النصوص التي ظاهرها التعارض حتى تهتدي أما إذا نظرت إليها بنظرة التعارض فاعلم أنه سوف ينغلق عليك الباب ولا تعرف كيف توفق بينها لأنك إنما نظرت على أنها متعارضة متنافرة لكن اذا نظرت إليها أنها متآلف لكن كيف التآلف سهل عليك فنحن ننظر الى هاتين الآيتين: (( ولتضع على عيني )) (( تجري بأعيننا )) لا نقول أن فيها تعارض اصلاً نقول بينها تآلف لأن العين مفردة مضافة فتشمل كل ما ثبت لله من عين مهما كثرت أنظر إلى قول الله تعالى: (( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) نعمة مفرد مضاف المراد بها نعمة واحدة؟ لا، ما لا يحصى من النعم (( واذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به )) أيضاً نعمة الله عليكم لا تحصى كذلك عيني نقول: يشمل كل ما ثبت لله من عين، طيب بقينا في الجمع هل نقول بظاهر الجمع أو لا؟ ذهب بعض العلماء إلى أننا نقول بظاهر الجمع ونقول لله أعين كثيرة لكنها غير محصورة لأن أعين جمع وعين مفرد مضاف فيشمل كلما يثبت لو كان آلاف الآلاف وحينئذٍ نقول لله أعين كثيرة غير محصورة ولا معلومة العدد، أفهمتم ؟ طيب، حجة هؤلاء أنهم يقولون: لم يأت في القرآن ولا في السنة تقييد العين بالتثنية كما جاءت اليد، اليد جاءت (( لما خلقت بيدي )) (( بل يداه مبسوطتان )) لكن العين ما جاءت، وإن كان فها حديث فيه مقال ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ) لكن هذا الحديث فيه مقال فهو ضعيف فظنوا أن لله أعين كثيرة ولكن البخاري رحمه الله لدقة فهمه ساق حديثي الدجال ليبين أن المراد بالأعين عينان اثنتان فقط لا تزيد وهو ما قال عن الدجال، ( ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة أو طافية ) طيب، يقول إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه من المشير؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بأعور العين وبهذا يسقط ويبطل قول من قال أن المراد بالعور هنا العيب، لأن بعض المحرفين الذين أصروا على أن تكون أعين الله كثيرة قال المراد بالعور العيب والمعنى أن الدجال أعور أي معيب وليس المراد عور العين ولكننا ندمغهم دمغاً يزهق به الباطل حين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى عينه والرسول أعلم منا بالله قال: ( أشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين ) وهذا أيضاً يمنع منعاً باتاً أن يكون المراد بالعور العيب أعور العين وخص اليمنى ومثلها ( كأن عنبة طافية أو طافئة ) روايتان إذا كان كذلك.
علم أن الله ليس له إلا عينان اثتنان وجه الدلالة أنه لو زادت على اثنتين لكان الزائد كمالاً أليس كذلك ولكان هذا الكمال يحصل به الفرق بين عيني الدجال لأن ليس له إلا اثنتان وبين الأعين الزائدة على الاثنتين إذا أثبتنا ذلك لله عز وجل ومن المستحيل أن يدع النبي صلى الله عليه وسلم العلامة التي فيها الكمال إلى علامة انتفاء العين هذا مستحيل لأنه يكون في ذلك اخفاء كمال الله عز وجل بذكر ما زاد على اثنتين
يكون فيه عدم ذكر كمال الله تعالى بما زاد على الثنتين فلو كانت الأعين أكثر من ثنتين لكان الزائد كمالاً يحصل به الفرق بين الدجال والرب عز وجل فلما لم يذكر ذلك الذي هو الكمال وإنما ذكر نفي العين وهو أن الله ليس بأعور علم أن الله سبحانه وتعالى ليس له إلا عينان اثتنان فقط وهذا هو ما ذكره الأشعري و غيره ممن يذكرون عقيدة أهل السنة و الجماعة يقولون : " وأن لله عينين اثنتين" وهذا هو المتعين على المؤمن ان يعتقده في ربه عز وجل أن له سبحانه و تعالى عينين اثنتين .
فإن قال قائل في هذا الحديث اشكال عظيم و هو كيف أن الرسول علية الصلاة و السلام جعل العلامة الفارقة في العين مع أن الفرق بين الخالق و المخلوق عقلي لا حسي يعني ليس الفرق مجرد أن هذا أعور و الرب عز وجل ليس بأعور لا هناك فروق كثيرة فلماذا؟ قلنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العلامة الحسية لأن المسألة اذا جاء الدجال اندهش الرجال وضاعت العقول فالعلامة الحسية أسرع إلى الإدراك من العلامة العقلية لأن العلامة العقلية تحتاج إلى مقدمات وربما يذهل الإنسان عنها في تلك اللحظة لكن العلامة الحسية واضحة كالعلامة الأخرى التي ستأتي إن شاء الله تعالى في الحديث الذي بعده و هي أنه مكتوب بين عينيه كافر هذه أيضا علامة حسية و النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق وأنصحهم ذكر العلامة التي لا تحتاج الى مقدمات ولا تحتاج إلى إعمال فكر فبمجرد يرى الرجل هذا الخبيث الدجال يعلم أنه ليس برب فهذا هو وجه كون الرسول صلى الله عليه و سلم ذكر هذه العلامة الحسية دون أن يكون هناك علامات عقلية وإلا من المعلوم (( أفمن يخلق كمن لا يخلق )) على أن هذا الدجال يوهم الناس أنه يخلق بأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويقتل الرجل ويحييه فيحصل في هذا لبس لكن والحمد لله هذه العلامة الحسية لا تحتاج إلى تأمل ولا إلى تفكير.