فوائد تتعلق بفتنة الدجال مع الشرح حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث الذي بعد حديث أنس دليل على عظم فتنة الدجال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه ما من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب كل الأنبيياء من نوح إلى محمد ينذرون أقوامهم الأعور الكذاب وهذا قد يشكل فيقال: الأعور الكذاب من علامات الساعة فكيف ينذر به أول الرسل والساعة لم تأت بعد والجواب أن هذا له أوجه الوجه الأول أنه يقال أنذرت به الرسل لعظم خطره فينوه عنه حتى في الصحف الأولى حتى في الرسالات الأولى كما قال تعالى : (( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى )) فلعظم خطر هذا الرجل أنذرت به الرسل وإن كان لن يخرج إلا في آخر الزمان هذا وجه الوجه الثاني إنه يحتمل أن الرسل لم يبلغهم أن سيخرج في آخر الزمان إنما بلغهم أن سيخرج رجل له فتنة عظيمة ولم يوح إليهم إنه سيخرج في آخر الزمان الوجه الثالث لكنه ضعيف إن المراد ما يشابه فتنة من دعاة الضلال لكن هذا الوجه يمنعه قوله : ( إلا أنذر قومه الأعور الكذاب ) فإن هذا يدل على تعيين الدجال وإنه هو الذي أنذر به الرسل أقوامهم وعلى كل حال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنذرنا بهذا الأعور الدجال إنذاراً لم ينذره أحد من الأنبياء قبل وفصله تفصيلاً تاماً، قد كُتب بين عينيه يقول كافر ( مكتوب بين عينيه كافر ) وجاء في بعض الروايات بتفريق حروف كافر يعني متكوب ك، ف ، ر وفي بعض الروايات كافر فيحتمل هذا وهذا ولكن المعنى هو العلامة لا تختلف في الواقع، ولكن يقرأ هذه الكلمات يقرؤها المؤمن سواء كان كاتباً أو غير كاتب ولا يستطيع الكافر والمنافق أن يقرأها ولو كان من أعلم الناس بالكتابة (( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون )) ما يعرف يقرأها، والمؤمن يقرؤها ولو كان أمياً وهذه من آيات الله عز وجل وهي من العلامات الحسية أو الآيات المعنوية؟ الحسية.