تفسير قول أبي الدرداء " إن الأرض المقدَّسة لا تقدِّس أحداً " حفظ
الشيخ : لكني أريد أن أذكر بذاك الأثر لكي لا يغتر أهل الشام بوطنهم المقدس المبارك أذكر بالأثر الذي رواه الإمام مالك في موطئه رحمه الله أن أبا الدرداء وهو كان قد استوطن الشام في آخر حياته أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي وكان قد طوحت به الأيام إلى بلاد العراق يوم إذ فكتب أبو الدرداء إلى سلمان " تعال إلى أرض الشام الأرض المقدسة " فكتب سلمان هذه الكلمة المباركة الطيبة والتي نحن بحاجة إلى أن نتمثلها وأن نتذكرها دائمًا وأبدًا حتى لا نكون من الذين يغترون ببلدهم ولا يقومون بواجب هذا البلد من العمل بما جاء في كتاب الله وفي حديث رسول الله وعلى منهج سلفنا الصالح ماذا كان جواب سلمان؟ قال " أما بعد فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله " هذا هو المقصود من هذه الكلمة " إن الأرض المقدسة لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله " هذه حقيقة لا ينبغي أن نغفل عنها وليس قصدي بطبيعة الحال أن أحط من قيمة ما سمعتم من فضل بلاد الشام كيف ولي رسالة خرجت فيها أحاديث فضائل الشام كيف وأنا ابن الشام كما سمعتم آنفًا ولكن أريد لنفسي أريد للإخواني ما أريده لنفسي ألا نغتر بالنسب سواء كان هذا النسب نسبًا إنسانيًا أو كان نسبًا بلديًا إذا صح هذا التعبير لا أريد من هذه الكلمة أن أحط من قيمة المكان الصالح ذلك لأن المكان الصالح هو كالبيئة الصالحة من الناحية الطبية فكما أنها تساعد على المحافظة على الصحة البدنية من الناحية المادية كذلك المكان أو البلد الصالح أيضًا يساعد سكانه وأهله على أن يستقيموا في طاعة الله وفي طاعة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
ولا بأس والكلام كما يقال ذو شجون أن أذكر بحديث أو أكثر مما يتعلق بأن المكان الصالح يؤثر في أهله صلاحًا والعكس بالعكس تمامًا
ولا بأس والكلام كما يقال ذو شجون أن أذكر بحديث أو أكثر مما يتعلق بأن المكان الصالح يؤثر في أهله صلاحًا والعكس بالعكس تمامًا