البحث الرابع حول صفة اليد الواردة في القرآن الكريم حفظ
الشيخ : البحث الرابع: اليد التي أثبتها الله لنفسه وردت في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه الإفراد والتثنية والجمع الافراد والتثنية والجمع فالإفراد في مثل قوله تعالى: (( قل من بيده ملكوت السماوات والأرض )) (( تبارك الذي بيده الملك )) وما أشبه ذلك والتثنية مثل هذه الآية: (( لما خلقت بيدي )) وفي قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء )) ووردت بلفظ الجمع في قوله تعالى: (( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون )) وهذه الوجوه الثلاثة قد يظن ظانٌ أنها متعارضة ولكن ليس في القرآن ولله الحمد ما يتعارض تعارضاً كلياً بحيث يكذب بعضه بعضاً، والجمع بين هذه الوجوه الثلاثة سبق نظيره في الجمع بين ورود هذه الوجوه الثلاثة في صفة العين لله عز وجل وقلنا في الجمع أما الافراد فإنه لا يعارض التثنية ولا الجمع، لأن المفرد المضاف يعم فلا ينافي التعدد لا ينافي التعدد وعليه فيكون قوله تعالى: (( قل من بيده ملكوت كل شيء )) و (( بل يداه مبسوطتان )) لا يتعارضان لأن قوله: (( من بيده ملكوت كل شيء )) يعم كل ما لله من يد، وكذلك أيضاً لا يعارض المفرد لا يعارض الجمع في قوله تعالى (( مما عملت أيدينا أنعاماً )) بقي النظر في الجمع بن المثنى وبين الجمع فنقول إذا قلنا بأن أقل الجمع اثنان فلا منافاة لأننا نحمل الجمع على أنه ايش؟ على أنه مثنى وإن قلنا بأن أقل الجمع ثلاثة كما هو معروف فإن الجمع بين التثنية والجمع هو أن المجموع لا يراد به معنى الجمع وإنما جمع للتعظيم والمناسبة بين المضاف والمضاف إليه، المضاف أيدي، والمضاف إليه نا الدالة على الجمع، فلوحظ فيه المعنى واللفظ المعنى وهو التعظيم والثاني اللفظ وهو التناسب بين المضاف والمضاف إليه، إذن فما الذي نعتقد بالنسبة ليد الله عز وجل أواحدة أم ثنتان أم ثلاثة؟ الثاني يعني نؤمن ونعتقد بأن الله تعالى له يدان اثنتان وعلى ذلك أجمع السلف أن لله يدين اثنتين.
فإن قال قائل لماذا لا نأخذ بالجمع لأنه أزيد فإن من أخذ بالجمع فقد أخذ بالمثنى قلنا هذا لا يستقيم، لأن قوله تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) جاءت رداً على قول اليهود: (( يد الله مغلولة )) فجاءت لبيان الصفة الكاملة لله عز وجل بالنسبة لهذه الصفة ولو كان هناك يد زائدة على الثنتين لذكرت، لأنه كلما كثرت الأيدي كثر العطاء فلو كان هناك يدٌ زائدة على ثنتين لذكره الله تعالى لما فيها من إفحام لهؤلاء اليهود والرد عليهم، فتعين أن تكون اليد اثتنان لا أكثر وجاءت الأحاديث أيضاً ظاهرة في هذا المعنى أن اليد اثنتان فقط وهذا الذي نعتقده بالنسبة لله عز وجل.