تتمة الشرح مع الفوائد حفظ
القارئ : ( فيأتون نوحا فيقول لست هناك ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن )
الشيخ : نوح عليه الصلاة والسلام يذكر خطيئته وهي سؤال ربه ما ليس له به علم فإنه قال لله عز وجل : (( رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) شوف كلام الرب عز وجل لأنبيائه ورسله بهذه القوة والشدة (( فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) وقال لمحمد آخر الرسل: (( اتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) كيف يقول الله هذا الكلام للرسل لأولي العزم ونحن نسأل الله أن يعمنا بعفوه نبارز الله بالمعصية القولية والفعلية والعقدية إلا أن شاء الله نعم وكأننا واثقون مائة بالمائة بأننا ناجون نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا إلى أنفسنا طرفة عين نعم
القارئ : ( ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبداً )
الشيخ : نعم ائتوا إبراهيم خليل الرحمن إذا قال قائل من أين علم نوح أن إبراهيم خليل الرحمن؟ من أين علم؟ وأيهما الأول؟ نوح نعم عبد الرحمن
الطالب : كما قال عليه الصلاة والسلام نبي مرسل فيوحي إليه
الشيخ : من ؟
الطالب : نوح عليه السلام
الشيخ : يعني علم ذلك بالوحي، قطعاً أنه علمه بوحي وذلك لأنه لا يعلم الغيب، ولكن هل إن الله أوحى إلى نوح في وقت وجوده في الدنيا أنه سيبعث إبراهيم ويتخذه خليلاً أو أن نوحاً علم بعد ذلك ويكون الأنبياء تعرض عليهم أحوال الناس في الدنيا هذا محل نظر ومراجعة إن شاء الله حتى يتبين وإن أخذنا هذا بالتسليم وكنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أما كيف علم أنه خليل الله فهذا ليس إلينا إذا قلنا هذا فقد بنينا على المبدأ السابق الذي فيه ايش؟ الراحة والسلامة نقول كما قال النبي عليه الصلاة والسلام إن نوحاً قال ائتوا إبراهيم خليل الرحمن وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلاً خليل الرحمن لم يقل رسول ولا نبي قال خليل الرحمن لأن الخلة درجة عظيمة من ينالها؟ لا نعلم أن أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم ومحمد عليه الصلاة والسلام إن الله اتخذني خليلاً قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً ) وبه نعرف أن من قالوا إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله أنهم نقصوا النبي صلى الله عليه وسلم نقصوه لأن المحبة أدنى من الخلة، والخلة ثابتة للرسول المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين لعامة المحسنين لعامة التوابين لعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلاً عن أولوا العزم والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين فالذي نجد في بعض الأدعية أو في بعض كتب الوعظ وما أشبه ذلك إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب، نقول هذا خطأ هذا تنقص في حق الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا قال أنا أريد محمد الحبيب لي قلنا أيضاً نقصت أنت كان أبو هريرة يقول: "حدثني خليلي أوصاني خليلي" اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلاً أشد من أن تتخذه حبيبا أليس كذلك طيب.