تتمة الشرح حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم قال البخاري رحمه الله تعالى في سياق حديث الشفاعة : ( ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليماً فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر له خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله )
الشيخ : خطيئته التي أصاب هو أنه قتل القبطي الذي استغاثه عليه الإسرائيلي من بني إسرائيل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اعترف بأنه ظلم نفسه مع أن قتله إياه كان قبل أن يُنبأ قبل أن يذهب إلى مدين لكن الأنبياء مقامهم عليهم الصلاة والسلام مقامهم مقام الخوف والأدب معه الله والتعظيم فهو يرى نفسه أنه ليس أهلاً لأن يشفع وقد صدر منه قتل نفس بغير حق نعم
القارئ : ( ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم )
الشيخ : عيسى لم يذكر خطيئة ليكمل الشرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يكون الأنبياء الذين سبقوه منهم من اعتذر بخطيئة ومنهم من اعتذر لاعترافه بأن محمداً أكمل بدون خطيئة ولكن الكمال لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا فضل الله يأتيه من يشاء أن يتنقل طلب الشفاعة من أبي البشر إلى أربعة من أولي العزم ولا تحصل الشفاعة إلا من محمد صلى الله عليه وسلم منهم من يرى أنه عمل أشياء تحول بينه وبين أهلية الشفاعة وهم ثلاثة أو أربعة؟ ثلاثة نوح وإبراهيم وموسى والرابع لا يذكر شيئاً لكن يرى أن هناك من هو أحق منه أن يشفع وأكمل منه وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم نعم
القارئ : ( فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبداً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني )
الشيخ : هنا طوي ذكر سبب طلب الشفاعة لأن سبب طلب الشفاعة من البشر ايش؟ أن يريحهم الله من الموقف وهنا طوي ذكرها ولم تذكر لكنها ذكرت في أحاديث أخرى أن الرسول يشفع حتى يأتي الله عز وجل للقضاء بين عباده قال أهل العلم: وإنما كان الرواة يطوون ذكر هذه الشفاعة لأن هذه الشفاعة لا ينكرها أحد من فرق الأمة كل الأمة لا تنكر الشفاعة العظمى التي للقضاء بين العباد فلهذا اقتصر الرواة على ذكر الشفاعة التي فيها الخلاف بين فرق الأمة وهي الشفاعة لمن دخل النار فإن الخوارج والمعتزلة يرون أن من دخل النار فإنه لا يخرج منها بشفاعة ولا غيرها حتى وإن كان من المؤمنين لأن الخوارج يرون أن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار وأن السارق من سرق ربع دينار كمن سجد لصنم كلاهما كافر مخلد في النار والمعتزلة يرون أن فاعل الكبيرة خارج من الإيمان غير داخل في الكفر فهو في منزلة بين المنزلتين لا يعطى اسم الايمان ولا يعطى اسم الكفر لكنه في حكم الآخرة مخلد في النار فلا فرق بينهم وبين الخوارج في حكم الآخرة كلهم يرون أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلهذا كان الرواة رواة حديث الشفاعة كانوا يذكرون ما يتعلق بالخلاف بين أهل السنة وبين أهل البدعة وهو الشفاعة فيمن دخل النار بذنب لكنه ليس بكافر نعم
القارئ : ( ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة )
الشيخ : الحمد لله وهذه الشفاعة لأهل الكبائر من هذه الأمة إذا شفع لهم الرسول عيهم الصلاة والسلام أو الأنبياء الآخرون أو الملائكة أو الصالحون أخرج الله سبحانه وتعالى من النار من في قلبه مثقال ذرة من الخير والشاهد من هذا الحديث كله هو قوله لآدم خلقك بيده خلقك الله بيده إثبات اليد لله عز وجل وسبق الكلام عليها وبيان الوجوه التي وردت عليها بالكتاب والسنة نعم
السائل : ...
الشيخ : على كل حال هذه المسألة فيها تفصيل في الفقه.