ما هو الضابط في التفريق بين أركان الصلاة وواجباتها وسننها .؟ حفظ
السائل : هل هناك يا شيخ ضابط بالنسبة للأركان في الصلاة نعلم أن هناك سنن وأركان في الصلاة.
الشيخ : لا قفزت تعلم أن هناك سننًا وهناك واجبات.
السائل : أو واجبات ماشي.
الشيخ : مش من السنن رأسًا إلى أركان.
السائل : نعم سنن وواجبات.
الشيخ : و أركان .
السائل : وأركان.
الشيخ : طيب.
السائل : فيه هناك ضوابط لهذا الشيء اللي ذكرناه.
الشيخ : طبعًا ما في شيء في الإسلام إلا له ضوابط لكن الحقيقة كما قال عليه السلام في الطب ( ما أنزل الله داءًا إلا وأنزل له دواءًا علمه من علمه وجهله من جهله ) كذلك هذه الضوابط يعلمها أهل العلم أما أهل الجهل وأهل الطلب للعلم في المرتبة الثانية فهؤلاء لا يمكنهم أن يعلموا هذه الحقيقة إلا إذا صاروا ممن يجب الرجوع إليهم في تحقيق قوله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فمن كان من أهل الذكر فما أسهل عليه أن يعرف ما هي الضابطة في معرفة الأركان وتمييزها عن الواجبات ، الواجبات التي يجب على المسلم أن يقوم بها ويكون آثمًا فيما إذا ابتلي بتركها كذلك الأركان مثل الواجبات من حيث الإثم فيما إذا أخل بها ولكن الإثم للإخلال بالأركان أشد بنسب كبيرة جدًا ذلك لأن الإخلال بالواجب في هيأة ما في عبادة ما لا يبطلها لكنه مع إتيانه بها يكون آثمًا من حيث تركه لما كان واجبًا فيها أما الركن فهو الذي يلزم من تركه ترك الهيأة نفسها كالذي يصلي ولا يصلي ! يصلي ولا يصلي ! كيف يصلي ولا يصلي ؟ هو مثلًا صلى وخلينا نضربها علاوية مثل ما يقولوا عندنا في سورية لأننا لا نزال في الشام الحمد لله لكن يقولون عندنا خلينا نضربها علاوية كالذي يصلي بدون وضوء هذا صلى لكن ما صلى لماذا ؟ ضربناه علاوية بشان نضربها واطية خدوا بالكم الآن هذا صلي وما صلي لم ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول ( لا صلاة لمن لا وضوء له ) إذًا هذا صلى وما توضى إذًا ما صلي هذا النص يشبه نصوصًا كثيرة لمثلها نعرف قول الشيء ركنًا أو شرطًا وسيأتي التفريق بين الشرط والركن في اصطلاح الفقهاء اسمعوا تمام الحديث وتمام الحديث هو أهم من أوله لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وكم وكم من متوضئ اليوم يتوضأ ولا وضوء له بنص الحديث لأنه لا يسمي الله على وضوئه إذًا هذا صلى وما صلي مش ما توضى بالمرة لا توضى بكل ما أقول الشروط فقط بل والواجبات والسنن لكنه تساهل فترك إيش؟ التسمية في أول الوضوء والرسول يقول ( ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) ، طبعًا قد يسأل سائل بالك نسي؟ نقول ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا لكن المهم أن يحرص المسلم على ذكر الله عز وجل في وضوئه تنفيذًا منه وتطبيقًا لقول النبي صلي الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) مثل هذا النص الذي يستلزم نفي الذات بنفي جزء من أجزائه يفهم كون الشيء ركنًا أو كونه شرطًا هذا أمر اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقال أي كون الشيء شرط وكون الشيء ركن من حيث طريقة المعرفة التي أنت سألت عنها شيء واحد لكن الفقهاء اصطلحوا ما كان جزءا من أجزاء الشيء فهو ركن وما كان ليس في الشيء وإنما هو في مقدمته فهو شرط فالآن الوضوء الوضوء ليس في نفس الصلاة هو مقدمة فمن لم يتوضأ فلا صلاة له إذًا الوضوء شرط لكن لنأتي الآن كما أتينا بمثال يتعلق بشرطية التسمية في الوضوء والناس أكثرهم عن هذا الشرط غافلون كذلك ينبغي أن نذكر بحكم جاء الدليل عليه في الحديث وهو في الوقت نفسه جواب لما سألت عنه كيف نعرف كون الشيء شرطًا أو لا؟
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) هذا ينفي الصلاة بسبب ترك الشيء من خلينا نسميها من هيأة الصلاة وأقول خلينا نسميها لأن هناك اصطلاح فقهي شافعي أنهم يطلقون اسم الهيأة على السنن والمستحبات لكن أنا أعني الصورة العامة فلما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يصلين معناها إذا صليت فصلاتك باطلة إذًا هذا النص من من الوسائل التي بها يفهم كون الشيء ركنًا أو شرطًا وهو خلاصته نفي الذات بسبب انتفاء جزء من أجزاء الذات ...
السائل : هذا ركن شيخنا ؟
الشيخ : هذا ركن طبعًا لأنه يصلي، لكن الحقيقة هذا ركن يحتاج إلى تفصيل. جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلًا سأل النبي صلي الله عليه وسلم قال ( يا رسول الله أيصلي أحدنا في ثوب واحد قال أوكلكم يجد ثوبين ؟ ) ( أوكلكم يجد ثوبين؟ ) الجواب طبعًا بالنسبة للحياة الضنك التي كان يعيشها سلفنا الصالح ممكن أن يقال لكن هذا المجتمع الآن هل نستطيع نحن أن نقول تبليغًا من الرسول لكم أو كلكم يجد ثوبين ست أربع ثياب الواحد منا لابس اليوم إذًا نحن لا نعيش ذلك الحياة التي كان يعيشها السلف لذلك نقول الأصل في المصلي أن يستر عورته الكبرى وأنا سأقول شيئًا ربما يكون بالنسبة إلى بعضكم شيئًا جديدًا عورة كبرى وعورة صغرى ، العورة الكبرى هي التي لا يجوز للمسلم أن يكشف عنها بين اخوانه وأصدقائه سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة لكن هناك عورة من أجل الصلاة. وهذا يشبه تمامًا حكمًا يتعلق بالنساء فالمرأة مع المرأة عورتها هو كل بدنها ما سوى مواطن وضوئها المرأة ...
سائل آخر : الصلاة.
الشيخ : لا لا الآن أنا خارج الصلاة. المرأة عورتها مع المرأة المسلمة كل بدنها ما عدى مواطن وضوئها الرأس وما حواه الذراعين إلى شيء من العضد القدمين إلى مؤخرة أو أسفل الساقين، هذه عورة فلا عيب عليها أن تظهر هكذا أمام أختها المسلمة أو محارمها لكنها إذا صلت فيه عورة ثانية بالنسبة إليها فقال عليه الصلاة والسلام ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) إلا بخمار إذًا إذًا يجب عليها إذا دخلت في الصلاة أن تستر رأسها الذي لا يعتبر أصلًا من عورتها كذلك الرجل تمامًا في الصلاة القسم الأعلى أي ما فوق السرة هذا ليس بعورة بين الرجل ورجل لكن في الصلاة يجب عليه أن يستر متى إذا وجد ثوبًا آخر لذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يتزين له ) من كان له إزار يغطي القسم الأعلى عفوًا من كان له رداء يغطي القسم الأعلى من البدن وإزار يغطي القسم الأدنى فعليه أن يجمع بينهما فإن لم يكن له إلا ثوب واحد هنا يأتي التفصيل لا أريد أن أكرر ما سبق هنا يأتي التفصيل إن كان الثوب واسعًا التحف به فغطي القسم الأعلى أيضًا وإن كان ضيقًا ايتزر به إلى هنا اهتم النبي صلي الله عليه وسلم بهذه المسألة بحيث أنه فصل لنا فقال إذا كان الثوب واسعًا فالتحف به وإذا كان ضيقًا فاتزر به أما إذا كان عندك ثوبين فالله أحق أن يتزين له هنا يأتي الحديث السابق ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) هذا الثوب إما أن يكون واحدًا واسعًا فضفاضًا حين إذ يغطي القسم الأعلى والأدنى من البدن وإذا كان ثوبين فذلك أكمل وأجمل تحقيقًا لقوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ )) ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته لباس المرأة في الصلاة وهي رسالة صغيرة ولكنها كبيرة في فائدتها ذكر أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه رأى مولاه نافعًا يصلي ذات يوم حاسر الرأس فبعد أن صلى ناداه قال " أرأيتك لو أنك ذهبت لمقابلة أحد هؤلاء الأمراء هل تقف أمامه هكذا أم تغطي رأسك؟ قال أغطي، قال فالله أحق أن يتزين له " وابن عمر أخذ هذا الأدب في هذا الحديث من حديثه الذي ذكرته آنفًا غير معزو إليه هو الذي روى لنا كما في سنن أبي داود ( من كان له إيزار ورداء فيلتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يتزين له ) هذا التزين بالنسبة لستر القسم المنكبين فما دونهما هذا ركن من أركان الصلاة إذا تيسر من أين أخذنا هذا من نهي المصلي أن يصلي فإذا نهى الرسول عليه السلام المصلي أن يصلي في حالة ما هذا النهي عن الصلاة دل على بطلانها فهذا من قرائن والأساليب التي بها يمكن للفقيه أن يعرف الركن أو الشرط من كونه واجبًا فقط وليس بركن أو بشرط هذا هو الجواب.
السائل : الله يجزيكم خير.
الشيخ : الله يعافيكم.
السائل : لو سمحتم هل السهو عن الركن أو الشرط يسقطه؟
الشيخ : لا لكن فيه أشياء يمكن تداركها وفيه أشياء لا يمكن تداركها خاصة في الصلاة فبتعرف أنت من نقص فلا بد أن يأتي بالركن الذي فوته سواء كان سجدة أو ركوعًا أو ركعة ثم يسجد سجود السهو لكن بالنسبة لما كان بحثنا فيه ألا وهو التسمية في الوضوء فهذا لمن ابتلي بالنسيان وإلا عليه أن يتدارك الأمر.