حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة وقال عبيد الله بن عمر عن عبد الملك لا شخص أغير من الله حفظ
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن وراد كاتب المغيرة عن المغيرة رضي الله تعالى عنه قال: ( قال سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه : لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة ) وقال عبد الله بن عمر عن عبد الملك ( لا شخص أغير من الله )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين فيه صفة الغيرة لله عز وجل وهي من صفاته التي جاء بها الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعتم والغيرة هي أن يغار الإنسان على فعل ما يكرهه يعني يطلب كأنه يطلب تغييره كأن يطلب تغيير ما حصل مما يكرهه هذا أصل اشتقاق الغيرة أن الإنسان يكره أن الغائر يكره ما حصل ويريد تغييره فهل يوصف الله بالغيرة؟ الجواب نعم يوصف الله بالغيرة كما يوصف بالفرح والضحك والعجب وما أشبهها وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته لأن الضابط أن "كل صفة لها سبب فهي من الصفات الفعلية "كل صفة لها سبب فإنها من الصفات الفعلية فالضحك صفة فعلية الفرح صفة فعلية العجب صفة فعلية "كل صفة لها سبب فإنها صفة فعلية " لدخولها في الضابط المعروف عند العلماء أن "كل صفة تتعلق بمشيئته فهي صفة فعلية" ومعلوم أن الصفة ذات السبب تتعلق بمشيئته لأنه هو الذي شاء السبب فلما وجد السبب وجدت الصفة فالتوبة مثلاً توبة الإنسان إلى ربه لماذا حصلت بمشيئة الله فحصلت بمشيئته ثم ترتب عليها الفرح هذا وجه قولهم: " إن كل صفة ذات سبب فإنها من الصفات الفعلية "فالغيرة من الصفات الفعلية وهنا هل أراد البخاري رحمه الله إثبات الشخص لله لكونه ترجم بقوله لا شخص أغير من الله؟ لما ذكر الحديث المعلق أو الأثر المعلق لا شخص أغير من الله دل هذا على أنه رحمه الله يريد ذلك وهل يوصف الله بالشخص أو لا؟ هذا ينبني على أمرين الأمر الأول صحة اللفظ ( لا شخص أغير من الله ) لأن بعض ألفاظ الحديث: ( لا أحد أغير من الله ) وهذا هو أكثر الروايات ( لا أحد أغير من الله ) وأحد يصح أن يوصف الله به في الاثبات وبالنفي (( قل هو الله أحد )) وفي النفي ( لا أحد أغير من الله ) في الاثبات (( قل هو الله أحد )) وفي النفي ( لا أحد أغير من الله ) فلا بد أن نبحث هل هذه اللفظة محفوظة أو غير محفوظة
ثانياً إذا كانت محفوظة وأن الرواة الذين رووا الحديث رووه بالمعنى فبعضهم عبر بالشخص وبعضهم عبر بأحد فإن ذلك لا يلزم منه ثبوت الشخصية لله عز وجل، لأنه يحتمل أن المعنى لا شخص منكم أو لا شخص من بني آدم أغير من الله وهذا لا يلزم منه أن يكون المفضل عليه من جنس المفضّل كما لو قلت لا رجل أقوى من الفيل فهل يلزم أن يكون الفيل من الرجال؟ أجيبوا لا يلزم إلا إذان كان لفظ الحديث محفوظاً ( لا شخص أغير من الله ) لا يلزم أن يكون الله سبحانه وتعالى موصوفاً بالشخصية ثم إذا سلمنا أن اللفظ محفوظ وأنه يدل على أنه يوصف بالشخصية فإنه لا يلزم من كونه شخصاً أن يكون مماثلاً للأشخاص لأن الله (( ليس كمثله شيء )) حتى في اللفظة التي يستوي فيها الإنسان والرب عز وجل فإنه لا يماثله في حقيقة معناها لكن رأيت بعضهم بعض العلماء قال: إنهم أجمعوا على أنه لا يوصف الله بأنه شخص، فيحتاج إلى تحقيق هذا الإجماع فإن صح الإجماع لم يبق علينا إلا أن نقول نبحث أولاً عن ايش؟
الطالب : ثبوت هذا اللفظ
الشيخ : عن ثبوت هذا اللفظ هل هو محفوظ أو غير محفوظ لأنه ما دام رواته ثقات رووه على وجهين لا أحد ولا شخص وأحد أكثر فقد يكون هذا اللفظ شاذاً .
والشيء الثاني الأمر الثاني على تقدير ثبوت هذه اللفظة لا تستلزم ثبوت الشخصية في الله إذ لا يلزم أن يكون المفضل عليه من جنس المفضل ونظيره ما قلت لكم أن يقول قائل لا رجل أقوى من الفيل، فإنه لا يلزم أن يكون الفيل رجلاً وبهذا يزول الإشكال لكن اذا انتفى الاجماع وصحت اللفظة ولم يتوجه قولنا أن لا يكون المفضل والمفضل عليه من جنس واحد وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الله بأنه شخص فالأمر في هذا سهل جدا ما هو؟ أن نقول هو شخص ليس كالأشخاص (( ليس كمثله شيء )) ولا شك أن الله جل وعلا ذاتٌ قائمةٌ بنفسها لا شك في هذا لكن هل هو مثل الذوات الأخرى لا له ذات تختص به لا يعلم كيفيتها إلا هو عز وجل.