قراءة من الشرح مع تعليق الشيخ حفظ
" قراءة في فتح الباري لابن حجر "
القارئ : " قوله باب قول النبي صلى اله عليه وسلم ( لا شخص أغير من الله كذا لهم ) ووقع من ابن بطال بلفظ أحد بدل شخص وكأنه من تغييره "
الشيخ : بس؟
القارئ : " قوله لا شخص أغير من الله يعني أن عبيد الله بن عمرو روى الحديث المذكور عن عبد الملك بإسناده المذكور أولاً فقال لا شخص بدل قوله: لا أحد وقد وصله الدارمي عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن وراد مولى المغيرة عن المغيرة قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن سعد بن عبادة يقول فذكره بطوله وساقه أبو عوانة يعقوب الإسفرايني في صحيحه عن محمد بن عيسى العطار عن زكريا بتمامه وقال في المواضع الثلاثة، لا شخص، قال قال الإسماعيلي بعد أن أخرجه من طريق عبيد الله بن عمر القواريري وأبي كامل الفضيل بن الحسين الجُحدري "
الشيخ : الجَحدري
القارئ : " الجَحدري ومحمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب ثلاثتهم عن أبي عوانة الوضاح البصري بالسند الذي أخرجه البخاري لكن قال في المواضع الثلاثة لا شخص بدل لا أحد ثم ساقه من طريق زايدة بن قدامة عن عبد الملك كذلك فكأن هذه اللفظة لن تقع في البخاري من حديث أبي عوانة عن عبد الملك فلذلك علقها عن عبيد الله بن عمرو
قلت وقد أخرجه مسلم عن القواريري وأبي كامل كذلك ومن طريق زايدة أيضاً قال ابن بطال: أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به وقد منعت منه المجسمة مع قولهم بأنه جسم لا كالأجسام كذا قال والمنقول عنهم خلاف ما قال، وقال الإسماعيلي ليس "

الشيخ : المنقول عنهم بالميم؟
القارئ : " وقال الإسماعيلي "
الشيخ : أتدرون من يعنون بالمجسمة ؟
الطالب : السلف
الشيخ : السلف الله المستعان
القارئ : " وقال الإسماعيلي ليس في قوله لا شخص أغير من الله اثبات أن الله شخص بل هو كما جاء ما خلق الله أعظم من آية الكرسي فإنه ليس فيه اثبات أن آية الكرسي مخلوقة بل المراد أنها أعظم من المخلوقات وهو كما يقول من يصف امرأة كاملة الفضل حسنة الخلق ما في الناس رجل يشبهها يريد تفضيلها على الرجال لا أنها رجل وقال ابن بطال اختلفت ألفاظ هذا الحديث "
الشيخ : هذين المثالين ما لها حاجة المثال الذي ذكرناه أوضح بكثير لكن سبحان الله نعم.
أما ما خلق الله أعظم من آية الكرسي فهذا يحتاج إلى إثبات، في النفس منه شيء
القارئ : " وقال ابن بطال اختلفت ألفاظ هذا الحديث فلن يختلِف فلن يختَلَف في حديث ابن مسعود أنه بلفظ لا أحد فظهر أن لفظ شخص جاء موضع أحد فكأنه من تصرف الراوي ثم قال على أنه من باب المستثنى من غير جنسه كقوله تعالى: (( وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن )) وليس الظن من نوع العلم قلت وهذا هو المعتمد "
الشيخ : لعله إلا اتباع الظن أكتب لعله إلا اتباع الظن لأن إن يتبعون ما فيها استثناء
القارئ : " إن يتبعون إلا الظن "
الشيخ : ما فيها استثناء من العلم لأن إن يتبعون الظن مفرغ لكن ما لهم به من علم إلا اتباع الظن هذا الذي اتباع الظن هذا اتباع الظن من العلم اكتب لعله إلا اتباع الظن .
القارئ : " قلت وهذا هو المعتمد وقد قرره ابن فورك ومنه أخذه ابن بطال فقال بعدما تقدم من التمثيل في قوله: (( يتبعون إلا الظن )) فالتقدير أن الأشخاص الموصوفة بالغيرة لا تبلغ غيرتُها وإن تناهت غيرة الله تعالى "
الشيخ : غيرةَ
القارئ : " وإن تناهت غيرةَ الله تعالى "
الشيخ : مفعول تبلغ
القارئ : إي نعم "وإن لم يكن شخصاً بوجه وأما الخطابي فبنى على أن هذا التركيب يقتضي إثبات هذا الوصف لله تعالى فبالغ في الإنكار وتخطئة الراوي فقال اطلاق الشخص في صفات الله تعالى غير جائز لأن الشخص لا يكون إلا جسماً مؤلفاً فخليق أن لا تكون هذه اللفظة صحيحة وأن تكون تصحيفاً من الراوي ودليل ذلك أن أبا عوانة روى هذا الخبر عن عبد الملك فلم يذكرها ووقع في حديث أبي هريرة وأسماء بنت أبي بكر بلفظ شيء والشيء والشخص في اللفظ سواء فمن لم يمعن في الاستماع لم يأمن الوهم وليس كل الرواة يراعي لفظ الحديث حتى لا يتعداه"
الشيخ : مراده أن في الشخص والشيء في الوزن سواء يعني معناه أن الخطأ قريب وأن قوله لا شخص كانت لا شيء وأما حقيقة المعنى فبينهما فرق لأن الشيء يطلق على المعاني وعلى الذوات لكن قصده أن التصحيف قريب نعم
القارئ : " بل كثير منهم يحدث بالمعنى وليس كلهم فهماً بل في الكلام بعضهم جفاء وتعجرف"
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله
القارئ : " فلعل لفظ شخص جرى على هذا السبيل إن لم يكن غلطاً من قبيل التصحيح يعني السمعي قال ثم إن عبيد الله بن عمرو انفرد عن عبد الملك فلم يتابع عليه واعتوره الفساد من هذه الأوجه وقد تلقى هذا عن الخطابي أبي بكر بن فورك فقال: لفظ الشخص غير ثابت من طريق السند فإن صح فبيانه في حديث آخر وهو قوله لا أحد فاستعمل الراوي لفظ شخص موضع أحد ثم ذكر نحو ما تقدم عن ابن بطال ومنه أخذ ابن بطال، ثم قال ابن فورك: وإنما منعنا من إطلاق لفظ الشخص أمور أحدها أن اللفظ لم يثبت من طريق السمع والثاني الاجماع على المنع منه والثالث أن معناه الجسم المؤلف المركب ثم قال ومعنى غيرة الزجر والتحريم فالمعنى أن سعدا الزجور عن المحارم وأنا أشد زجراً منه والله أزجر من الجميع انتهى وطعن الخطابي ومن تبعه "
الشيخ : هذا الأمر غير صحيح الغيرة ليست هي الزجر الزجر يكون من آثار الغيرة لأن الإنسان إذا غار زجر عما يغار منه نعم
القارئ : "وطعن الخطابي ومن تبعه في السند وطعن الخطابي ومن تبعه في السند مبني على تفرد عبيد الله بن عمرو به وليس كذلك كما تقدم وكلامه ظاهر في أنه لم يراجع صحيح مسلم ولا غيره من الكتب التي وقع فيها هذا اللفظ من غير رواية عبيد الله بن عمرو ورد الرواية الصحيحة والطعن في أئمة الحديث الضابطين مع إمكان توجيه ما رووه من الأمور التي أقدم عليه كثير من غير أهل الحديث وهو يقتضي قصور فهم من فعل ذلك منهم، ومن ثم قال الكرماني: لا حاجة لتغطية الرواة الثقات بل حكم هذا حكم سائر المتشابهات إما التفويض وإما التأويل، وقال عياض بعد أن ذكر معنى قوله ( لا أحد أحب إليه العذر من الله ) : أنه قدم الإعذار والإنذار قبل أخذهم بالعقوبة وعلى هذا لا يكون في ذكر الشخص ما يشكل كذا قال ولم يتجه أخذ نفي الإشكال مما ذكر ثم قال ويجوز أن يكون نقل الشخص وقع تجوزاً من شيء أو أحد كما يجوز إطلاق الشخص على غير الله تعالى وقد يكون المراد بالشخص المرتفع لأن الشخص هو ما ظهر وشخص وارتفع فيكون المعنى لا مرتفع لا مرتفع أرفع من الله كقوله تعالى كقوله لا متعالي أعلى من الله قال ويحتمل أن يكون المعنى لا ينبغي لشخص"
الشيخ : غريب هذا التأويل الشخص معناه المرتفع! يمكن يكون الشخص ... الله المستعان
القارئ : " قال ويحتمل أن يكون المعنى لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى وهو مع ذلك لم يعجل ولا بادر إلى بعقوبة عبده لارتكابه ما نهاه عنه بل حذره وأنذره وأعذر إليه وأمهله قال: ويحتمل أن يكون المعنى لا ينبغي لشخص أن يكون أغير من الله تعالى وهو مع ذلك لم يعجل ولا بادر إلى بعقوبة عبده لارتكابه ما نهاه عنه بل حذره وأنذره وأعذر إليه وأمهله فينبغي أن يتأدب بأدبه ويقف عند أمره ونهيه وبهذا تظهر مناسبة تعقيبه بقوله: ( ولا أحد أحب إليه العذر من الله ) وقال القرطبي: أصل وضع الشخص يعني في اللغة لجرم الإنسان وجسمه يقال شَخَصَ فلان وجثمانه "
الشيخ : شخْصُ فلان
القارئ : " شَخْصُ فلان وجثمانه واستعمل في كل شيء ظاهر يقال: شخص الشيء إذا ظهر، وهذا المعنى محال على الله تعالى فوجب تأويله فقيل معناه لا مرتفع وقيل لا شيء وهو أشبه من أول وأوضح منه بمعنى لا موجود أو لا أحد وهو أحسنها وقد ثبت في الرواية الأخرى وكأن لفظ الشخص أطلق مبالغة في إثبات إيمان من يتعذر على فهمه موجود لا يشبهه شيئاُ من الموجودات "
الشيخ : لا يشبه شيئاً
القارئ : " لا يشبه شيئا من الموجودات لئلا يفضي فيه ذلك إلى النفي أو التعطيل وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم للجارية : ( أين الله قالت في السماء ) فحكم بإيمانها مخافة أن تقع في التعطيل لقصور فهمها عما ينبغي له من تنزيهه بما يقتضي التشبيه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً "
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله
القارئ : " تنبيه لم يفصح المصنف بإطلاق الشخص على الله بل أورد ذلك على طريق الاحتمال وقد جزم في الذي بعده فتسميته شيئاً لظهور ذلك في الآيتين " .
السائل : أحسن الله إليكم كتاب الشيخ عبد الله غنيمان في التوحيد له كلام بسيط أقرأه؟
الشيخ : طويل ولا قصير؟
السائل : قصير ليس طويل
الشيخ : استمع يا سليم
"كلام للشيخ عبد الله غنيمان "
القارئ : " قوله وقال عبيد الله بن عمرو يعني عن عبد الملك لا شخص أغير من الله قال الحافظ يعني أن عبد الله بن عمرو روى الحديث المذكور عن عبد الملك بالسند المذكور فقال لا شخص بدل كلمة لا أحد وقد وصله الدارمي ثم ذكر سنده وساقه أبو عوانة يعقوب الإسفرايني في صحيحه عن محمد بن عيسى العطار عن زكريا بتمامه وقال في المواضع الثلاثة: لا شخص، وقال الإسماعيلي بعد أن أخرجه من طريق عبيد الله بن عمرو القواريري وأبي كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ومحمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب ثلاثتهم عن أبي عوانة الوضاح البصري بالسند الذي أخرجه فيه البخاري ولكن قال في المواضع الثلاثة لا شخص بدل لا أحد، ثم ساقه من طريق زايدة بن قدامة عن عبد الملك كذلك، فكأن هذه اللفظة لم تقع في رواية البخاري من حديث ابو عوانة عن عبد الملك فلذلك علقها عن عبيد الله بن عمرو، قلت وقد أخرجه مسلم عن القواريري وأبي كامل. انتهى
ولفظ مسلم بعد أن ذكر السند ( قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني من أجل غيرة الله حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أغير من الله ولا شخص أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة ) ورواه الإمام أحمد في المسند في هذا اللفظ قال عبد الله للإمام أحمد بعد ذكره: قال عبيد الله القواريري ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث وبهذا يتبين خطأ ابن بطال في قوله أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به انتهى ذكره الحافظ.
وهذه مجازفة ودعوى عارية عن الدليل فأين هذا الاجماع المزعوم ومن قاله سوى المتأثرين ببدع أهل الكلام كالخطابي وابن فورك وابن بطال عفا الله عنا وعنهم وقوله لأن التوقيف لم يرد به يبطله ما تقدم من ثبوت هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرق صحيحة لا مطعن فيها وإذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب العمل به والقول بموجبه سواء كان في مسائل الاعتقاد أو في العمليات، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام اطلاق هذا الاسم أعني الشخص على الله تعالى خيراً فيجب اتباعه في ذلك "

الشيخ : خبراً
القارئ : مكتوب خيراً ، "خبراً فيجب الاتباع في ذلك على من يؤمن بأنه رسول الله وهو صلى الله عليه وسلم أعلم بربه وبما يجب له وما يمتنع عليه تعالى من غيره من سائر البشر وتقدم أن الشخص في اللغة ما شخص وارتفع وظهر قال في اللسان: والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور".
والله تعالى أظهر من كل شيء وأعظم وأكبر وليس في إطلاق الشخص عليه محظور على أصل السنة الذين يتقيدون بما قاله الله ورسوله
الشيخ : عجيب ما تعرض لحديث السنن