تتمة الشرح حفظ
الشيخ : قوله المجيد بالرفع وعندنا الآن مرفوعة يقتضي أن يكون المراد بذلك الرب عز وجل، وفي الآية الكريمة (( ذو العرش المجيد )) قراءتان ذو العرش المجيدِ وذو العرش المجيدُ ، فأما على قراءة الرفع فهي اسم من أسماء الله وتعود الصفة فيها إلى الله ولهذا جاءت مرفوعة وأما على قراءة الجر (( ذو العرش المجيدِ )) فهي صفة لايش؟ للعرش والقول بأنها صفة للرب وأنها كسرت للمجاورة قول بعيد جداً بعيد فالصواب أنها على قراءة الرفع من أسماء الله والمجد صفة لله وعلى قراءة الجر تكون صفة للعرش، فأما على قراءة الجر فلا بأس أن تفسر بالكريم لأن الله تعالى قال (( لا إله إلا هو رب العرش الكريم )) بالكسر فيكون المجد بالنسبة للعرش هو الكرم والكرم في كل موضع بحسبه ليس الكرم هو كثرة العطاء لأن العرش لا يعطي لكن يراد به البهاء والحسن والجمال والكمال على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ( فإن أطاعوك لذلك فإياك ) وكرائم أموالهم ) جمع كريمة وليس المراد بكرائم الأموال أنها تعطي لكنها الجميلة البهية الكاملة فإذا كانت القراءة المجيد بالجر صفة للعرش صح أن نفسرها بايش؟ بالكريم لأن العرش وصف بذلك في آية أخرى أما إذا كانت بالرفع المجيدُ صفة للرب عز وجل فلا يصح أن نفسرها بالكريم بل نفسرها بذي العظمة والسلطان الكامل ودليل ذلك قوله تعالى: (( مالك يوم الدين )) حيث كان الله يجيب القائل أو القارئ فيقول: (مجدني عبدي) لأنه في يوم الدين يكون تمام الملك لله عز وجل فكان الآن الكريم متى نفسر المجيد بها إذا كان صفة للعرش أما إذا كان الصفة للرب فالمراد بها ذو الملك التام والسلطة التامة كما سمعتم الدليل على ذلك وأما الودود ففسره بالحبيب لقول الله: (( وهو الغفور الودود )) فالحبيب فعيل بمعنى ايش؟ فاعل أو مفعول إذا قلت حبيبي فلان هذه مفعول كذا إذا قلت فلان حبيبي أيضاً بمعنى مفعول لكن مع ذلك يصح أن تكون بمعنى حال، ولكن تفسير الودود بالحبيب تفسير تقريبي لأن الودود أخص من الحبيب المودة وصف زائد على مطلق المحبة فهي المحبة الخالصة المحبة الخالصة يعني التي غير التي ليست مشبوبة بكره فتفسير الودود بالحبيب نقول هو تفسير ؟ أجيبوا
الطالب : تقريبي
الشيخ : تقريبي وإلا فالمعنى الأدق أن نقول الودود ذو المحبة الخالصة وليست مطلق المحبة والودود من أسماء الله سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى: (( وهو الغفور الودود )) وهي بمعنى الوادّ فجمع الله تعالى بين هذين الاسمين الكريمين لأن بالمغفرة تكفير السيئات وبالود حصول الهبات فيجمع الإنسان في تلاوة هذين الاسمين بين الخوف والرجاء بين الخوف من الذنوب فيسأل الله المغفرة والرجاء لقوله: الودود، لأن الودود لا شك أنه سيكون كثير العطاء وكثير ... ثم قال البخاري: "يقال حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد محمود من حمد" في العبارة لف ونشر ما نوعه؟ غير مرتب نعم فيها لف ونشر غير مرتب يقول حميد كأنه فعيل من حامد نعم طيب محمود من حامد مجيد يقول كأنه فعيل من ماجد فعيل من ماجد ماجد اسم فاعل ومجيد اسم فاعل لكن فيه مبالغة كما هو معروف في علم النحو أن أمثلة المبالغة منها ايش منها فعيل فيكون مجيد بمعنى ماجد لكن فيه مبالغة وما هو المجد؟ المجد سبق أنه السلطان التام الذي تكون به السيطرة التامة، وأما حميد فيقول محمود من حُمِدَ كذا؟
إذن مجيد بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول؟ بمعنى الفاعل حميد: يقول البخاري إنه بمعنى المفعول من حُمد فهو محمود وهذا صحيح فالله سبحانه وتعالى حميد بمعنى محمود أي محمود حمداً يستحقه ولهذا جاءت بصيغة المبالغة حميد وتحتمل معنى آخر أن يكون حميد بمعنى حامد لأنه سبحانه وتعالى يحمد من يستحق الحمد من أوليائه يحمد الأنبياء الأولياء الصديقين الشهداء ويثني عليهم وهذا حمد فهو حميد بمعنى حامد وحميد بمعنى ايش؟ بمعنى محمود يكون للمعنيين جميعاً، وجاء الجمع بينهما في القرآن والسنة فقال الله تبارك وتعالى في قصة إبراهيم، (( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم مما علمنا من الصلاة عليه ( كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) نعم
السائل : ...
الشيخ : تطوف نعم، ما أعلم إلا أنه تطوف بالبيت المعمور وفي يوم القيامة قال: (( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم )) إذا فإن صح فلا غرابة .