تتمة شرح الحديث : حدثنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم حفظ
الشيخ : اللوح المحفوظ كما قال تعالى: (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) وقوله: ( كلّ شيء ) الظاهر لي أنه ليس على عمومه لأن الله قال للقلم : أكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم كل ما هو كائن إلى يوم القيامة وعلى هذا يكون المراد بالعموم أو المراد بالعام ايش؟ الخاص. أي: ما يكون إلى يوم القيامة ( ثم أتاني رجل يقول عمران بن الحصين فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت لوددت أنها ذهبت ولم أقم ) جاءه رجل قال أدرك ناقتك وهذا التنبيه من هذا الرجل هل هو واجب أو سنة؟ واجب، لأنه من حفظ مال أخيه والظاهر والله أعلم أن عمران ظن أنها قريبة ظن أنها قريبة فذهب خرج إليها يعقلها ويرجع يستمع ما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام لكنه يقول: ( فإذا السراب ينقطع دونها ) إذاً هي بعيدة وراء السراب ولكنه لم يتركها، لأن النفس تتعلق بالمال في مثل هذا الحال إذ يشق عليه أن يرى بعيره وهي راحلة من المدينة إلى أهله، وراحلة إلى قضاء حاجاته أن يراها بعيدة ثم يرجع صعب هذا فذهب ولكنه يقول : ( لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم ) وفي هذا دليل على حرصه رضي الله عنه على العلم وأنه يفضل العلم على المال وهذا هو الذي يعرف قدر العلم
السائل : ...؟
الشيخ : نعم ولم يكن شيء قبله.