كلام الشيخ على مسألة تسلسل الحوادث وأقوال العلماء فيها من أهل السنة وغيرهم؟ حفظ
الشيخ : هذه المسألة الواقع أن الخوض فيها من فضول العلم وهي مسألة التسلسل في الأزل أي في الماضي، لأن العلماء وأقصد علماء السلف وعلماء أهل الكلام اختلفوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال القول الأول منع التسلسل في الماضي والمستقبل وهذا مذهب الجهمية ولهذا يقولون بفناء الجنة والنار وأنهما تفنيان ولا يبقى شيء مخلوق ومن العلماء من قال بجواز التسلسل في الماضي والمستقبل وقال الذي جوزه في المستقبل لا يمنع أن يكون جائزاً في الماضي لأن قوله صلى الله عليه وسلم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء على ميزان واحد فإذا قلت بتسلسل الحوادث في المستقبل نعم فمعنى ذلك أن الله تعالى وإن تسلسلت الحوادث فهو بعده فكذلك في الماضي وإن تسلسلت فهو قبله وهذا كما أنه مقتضى النص فهو أيضاً مقتضى العقل لأن الفعل لا يكون إلا بفاعل والمفعول لا يكون إلا بعد الفعل، ومهما قلت بالتسلسل فلا بد أن يكون المخلوق بعد الخالق وهذا لا ينافي الأولية واضح يا جماعة ولأننا لو قلنا بعدم التسلسل في الماضي لقلنا قبل أن توجد أن يوجد الفعل يلزم أن يكون الله معطلاً منه فلماذا هل هو كان غير قادر ثم قدر أو كان غير مريد ثم أراد، إن قلت بالأول وصفت الله بالعجز وإن قلت بالثاني فما دليلك على أن الله لم يرد أن يفعل حتى تقول أن هذا شيء ممتنع وأظن هذا دليل واضح ولا غير واضح؟ لا إله إلا الله الظاهر بندور أحنا وإياكم مع التسلسل هذا نتسلسل
القول الثالث جواز التسلسل في المستقبل دون الماضي وهذا هو الذي عليه جمهور المتكلمين المستقبل يجوز التسلسل فيه مثل الجنة والنار هل تفنى؟ إذن إذا كانت لا تفنى معناه التسلسل إلى ما لا نهاية له لكن في المستقبل لا في الماضي لا ما نقول أن في حوادث متسلسلة إلى ما لا نهاية له ولكن عند التأمل كما قلت كما سمعتم أولا يتبين أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله وجماعة من أهل العلم أنه هو الصواب فإنه إذا جاز التسلسل في المستقبل فما الذي يمنعه في الماضي الحديث والآية الميزان فيه واحد أنت الأول فليس قبلك أنت الآخر فليس بعدك فهما متوازيان فإذا جاز التسلسل في الآخرية جاز في الأولية ولا شك ونقول بالطريق العقلي إذا قلت أنه لا تسلسل في الحوادث لزم أن الله تعالى قد أتى عليه وقت لم يفعل ولا لا؟ إذا قلت أنه لا تسلسل للحوادث لزم أن الله أتى عليه وقت ولم يفعل فلماذا؟ إذا قلت لعدم القدرة وهو لازم له لأنه إذا قلت ممتنع معناه أنه غير قادر إن قلت لعدم القدرة لزم أن تتصف الرب بالعجز، وإن قلت لعدم الإرادة صار الأمر ممكناً وهذا هو المطلوب يعني أنه لم يرد ولكن لو أراد لحصل وهذا هو المطلوب، فهؤلاء يقولون تسلسل الحوادث في الماضي ممتنع عقلاً ولا يمكن وفي المستقبل جائز عقلاً وممكن ونحن نقول إنه جائز في الماضي والمستقبل، والدليل في هذا واضح اصبر يا أخي تعلمت أول مرة خلاص
الدليل على أنه نعم الدليل على أنه جائز في الماضي جوازه في المستقبل إذ لا فرق وهذه المسألة كما قلت لكم قبل أن أبدأ البحث فيها من فضول العلم الذي غيره أهم منه لكننا يجب أن نعتقد أن الله فعال لما يريد لم يزل ولا يزال كذلك لم يزل ولا يزال فعالاً لما يريد لكن المخلوقات التي لم نخبر عنها وهي سابقة أزلية ما نعرف عنها شيئاً هذه يجب أن نقول لا نعلمها لا نعلم ماذا خلق الله قبل خلق السماوات والأرض إن كان هناك مخلوق لكن نعلم أنه خلق القلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بكم؟ بخمسين ألف سنة وأن هناك مخلوقات لكننا لم نخبر عنها فما أخبرنا عنه من المخلوقات قبل خلق السماوات والأرض وجب علينا التصديق وقلنا إن الله على كل شيء قدير وكما لا يستحيل دوام أفعاله في المستقبل فلا يستحيل دوام أفعاله في الماضي إي نعم
السائل : المؤلف يقول: "ومن مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية " أحياناً الإنسان إذا قرأ الكلام هذا وهو يعرف مقام ابن تيمية ويعرف ماذا يقول عن ابن تيمية ما يملك إذا أ يكتب بعض التعليقات القوية نظير ما كتب هو بابن تيمية وش رأيك في هذا شيء من النفس طبيعة يغضب الإنسان أحياناً.
الشيخ : هو لا شك الشيخ غسان رحمه الله يعني تكلم فيه ناس في هذه المسألة مع أن الصواب معه والحق معه لكن بعض العلماء رحمة الله عليهم في مقام الرد يخلطون ردهم بالسب إما لما عندهم من الغيرة على ما يعتقدون أنه باطل وهذه زلة من ابن حجر رحمه الله نسأل الله أن يعفو عنه وسيلتقي معه عند الله عز وجل يفصل بينهما يوم القيامة ومن المستحسن أن تطلعوا على قصيدتيه في أول منهاج السنة الطبعة القديمة ذكر فيها أحد الأعداء لشيخ الإسلام ذكر فيها مسائل كثيرة يشنع فيها على الغسلام ابن تيمية ثم جاء رجل آخر من أهل الحق فرد عليه وعلى قافية واحدة ووزن واحد نعم حتى في الجديدة أنا رأيتها في القديمة نعم انتهى الوقت الآن.