فوائد فقهية حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد فقهية وفوائد عقدية . الفقهية قوله صلى الله عليه وسلم : ( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ) ولم يذكر ولم تذكر الزكاة والحج مع أنهما من أركان الاسلام ولا بد منهم ومن لم يزكي فإنه على خطر وإن كان في الصحيح أنه لا يكفر ولكنه على خطر وكذلك الحج ذهب كثير من العلماء إلى أن من لم يحج مع قدرته فهو كافر لقوله تعالى: (( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) فلعل الراوي نسي فحذفهما وإلا لا بد من ذكرهما وكذلك من المسائل الفقهية أن الإنسان إذا كان في بلد كفر وقدر على أن يقوم بدينه فإنه لا تجب عليه الهجرة ولكن إذا لم يقدر على إظهار دينه وجب عليه أن يهاجر، وهذا هو الصحيح أن الهجرة باقية إلى أن تقوم الساعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) وأما من قال من أهل العلم إن الهجرة انقطعت بفتح مكة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا هجرة بعد الفتح ) وقال إن هذا ثابت في الصحيحين بخلاف الأول فيقال: إننا لا نحتاج إفى الترجيح إلا حيث يتعذر الجمع فإذا أمكن الجمع أمنا بالدليلين جميعاً ويكون معنى قوله: ( لا هجرة بعد الفتح ) أي من مكة ( ولكن جهاد ونية ) أما من غير مكة فمتى وجد السبب الموجب للهجرة فإن الهجرة تجب.