حل الإشكال اللغوي في الحديث. حفظ
الشيخ : طيب، أولا في هذا الحديث إشكال لغوي وهو قوله ( يتعاقبون فيكم ملائكة ) والمشهور في لغة العرب أن علامة الجمع لا تلحق الفعل إذا كان الفاعل ظاهراً فيقال في هذا يتعاقب فيكم ملائكة هذه هذه اللغة الفصحى والواو هنا في قوله يتعاقبون حرف دال على الجمه وليس فاعل بل الفاعل ملائكة وقد اختلف النحويون في تخريج هذه اللغة فقيل: إنها شاذة وهذا اختياره ابن هشام رحمه الله قال : " شذ يتعاقبون فيكم أو مخرجي هم " الكلمة الثانية أو مخرجي هم ، والشاذ يقول العلماء : إنه يحفظ ولا يقاس عليه بمعنى : أننا نحفظه من كلام العرب ولكننا لا نتكلم بمثله لأنه شاذ، وقيل بل هو لغة ولكنها رديئة وقليلة وعلى هذا فيمكن أن نتحدث بمثلها ولكن نقول للمتحدث بمثلها إن هذه لغة رديئة ، وقيل بل الفاعل هو الضمير يتعاقبون وما بعده بيان يعني عطف بيان أو بدل فأبهمه أولاً ثم بينه ثانياً لأن البيان بعد الإبهام يأتي إلى القلب وهو متطلع لمعرفة هذا المبهم فمثلاً لو قال (يتعاقبون فيكم) سيقول الإنسان من هؤلاء الذي يتعاقبون فإذا قال الملائكة فبين بعد الإبهام صار هذا أوقع في نفس السامع ولعل هذا أقرب ما يقال فأقرب ما يقال أن الواو فاعل والملائكة عطف بيان أو بدل ونظيرها قوله تعالى: (( فعموا وصموا ثم عموا وصموا كثيرٌ منهم )) ثم عموا وصموا كثير منهم فقال عموا وصموا على سبيل الإبهام ثم قال كثير منهم لئلا يظن أنهم كلهم عموا وصموا ، هذه واحدة
الثاني في هذا الحديث أن هؤلاء الملائكة يجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليهما وقال: ( من صلى البردين دخل الجنة ) وقال حين تحدث عن رؤية المؤمنين لربهم قال : ( فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) فهاتان الصلاتان في طرفي النهار.