الشيخ : وفي هذا دليل على أن الخروج على الإمام من دأب الخوارج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه يكون من ضئضئ هذا الرجل الموصوف وشكله قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية نسأل الله العافية، مروق السهم من الرمية سريع جداً السهم إذا ضرب الرمية خزقها ثم خرج من الجانب الآخر بسرعة فهؤلاء كذلك يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم ذكر وصفهم العدواني أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان وهذا هو الذي حصل في صدر هذه الأمة أن هؤلاء كفروا الناس يعني الخوارج واستباحوا دماءهم وأموالهم ولم يذهبوا يقاتلون في أرجاء الأرض صاروا يقاتلون ولاة الأمور ومن ساعدهم ولا يقاتلون في مشارق الأرض ومغاربها أهل الكفر والأوثان وفي وصف الرجل الذي أقبل دليل على أن الراوي قد ضبط القضية حتى أدرك أوصاف الرجل الذي خرج على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته وقال له يا محمد اتق الله ولم يقل يا رسول الله وهذه من علامات الخوراج أنهم يحطون من رتبة من له رتبة ولا يخاطبونه بمقتضى رتبته بل ينزلونه وهنا يقول اتق الله ولا شك أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يغضب إذا قيل له اتق الله فإن الله قد قال له: (( يا أيها النبي اتق الله )) وقال (( واتق الله وتخفي نفسك ما الله مبديه )) ولكن لما كان وراء هذه الكلمة ما وراءها تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام وقال: ( فمن يطيع الله إذا عصيته ) إذا كان الرسول يعص الله فمن الذي يطيع الله ، وفي لفظ آخر قال: ( ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل ) وهذا هو الحق، إذا كان رسول الله لم يعدل فمن الذي يعدل وإذا كان لا يتق الله فمن الذي يتقي الله .