الكلام على صفة الرؤية والرد على المخالفين فيها؟ حفظ
الشيخ : هذا أيضاً من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات النظر إلى وجه الله عز وجل وهو الذي ترجم فيه البخاري رحمه الله وترجم بالآية كما أسلفنا في أول الكلام على كتاب التوحيد قلنا: إن المؤلف رحمه الله صدر كثيراً من أبواب التوحيد بالآيات وليس هذا من عادته في الصحيح ولكن ليدفع قول أهل البدع إنه لا يحتج بخبر الآحاد في باب العقائد، فإذا صدر الحديث بآيات من القرآن انقطعت هذه القاعدة من أصلها (( وجوه يومئذ نلضرة إلى ربها ناظرة )) يومئذ متى ؟
الطالب : يوم القيامة
الشيخ : (( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذٍ )) يعني في الآخرة (( ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة )) يعني كالحة (( تظن أن يفعل بها فاقرة )) أي مهلكة تهلكهم وتقطع فقرة ظهورهم (( وجوه يومئذٍ ناضرة )) انظروا إلى كتابة الكلمتين (( ناضرة إلى ربها ناظرة )) تجد بينهما فرقاً فالأولى بالصاد والثانية (( وجوه يومئذ ناضرة )) أي حسنة (( إلى ربها ناظرة )) يعني إلى الله ناظرة إلى أين؟ ويتعين أن يكون ذلك بالعين لأنه أضافه إلى الوجوه التي هي محل الأعين والآية واضحة وصريحة ولها شواهد من القرآن مثل قوله تبارك وتعالى: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله ومثل قوله تبارك وتعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) فإن نفي الإدراك يدل على وجود أصل الرؤية ولو كان أصل الرؤية غير موجود لكان النفي يسلط عليه فيقال لا تراه الأبصار فلما قال لا تدركه علم أنها تراه لكن بدون إدراك ،
ثالثاً: قوله تبارك وتعالى: (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) فإن قوله: ((مزيد )) يحمل على قوله تعالى (( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ومن ذلك قوله تعالى (( على الأرائك ينظرون )) ينظرون من؟ ينظرون الله عز وجل لقوله في نفس السورة عن الفجار: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) فيكون النظر أي النظر إلى الله عز وجل وإن كان اللفظ أعم من الوارد إذ يشمل النظر إلى وجه الله وإلى كل ما أعد الله من نعيم ، ولكن الذي يظهر أن المراد ينظرون إلى الله، ومنها أي أدلة النظر إلى وجه الله قوله تبارك وتعالى: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) يعني الفجار، فإذا كان الفجار محجوبون عن الله دلّ ذلك على أن الأبرار ينظرون إلى الله ولو كان النظر ممتنعاً على الأبرار لكان لا فرق بين الأبرار وبين الفجار، فهذه آيات من القرآن كلها تدل على ثبوت رؤية الله عز وجل ولهذا قال بعض السلف: من أنكر رؤية الله فهو كافر،لأن الآيات الواردة فيها لا تحتمل التأويل، وإذا كانت لا تحتمل التأويل صار تأويلها بمنزلة الجحد لها وقد مرّ علينا شيء من هذا أن النصوص إذا لم تحتمل التأويل فأولها الإنسان فهذا يعني أنه ايش؟ ردها يعني أنه ردها إذ التأويل إنما يكون عذراً حيث كان النص يحتمل ذلك أما مع عدم الاحتمال فلا تأويل وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأنكر ذلك الأشاعرة والمعتزلة ونحوهم وقالوا لا يمكن أن يرى الله لأنك إذا رأيت الله فقد حددته وجعلت له حداً، وهذا ممنوع فيقال : سبحان الله الرب عز وجل يثبت أنه ينظر إليه ورسوله كذلك وأنتم تقولون لا فتقدمون القياس على النص قال العلماء: وأول من قدم القياس على النص من؟ إبليس فيكون من قدم القياس على النص من جنود إبليس، من جنود إبليس كيف يقول الله (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) ويقال لا ما تنظر إلى الله لأن هذا يقتضي أن يكون الله محدود؟ ولا شك أن هذا كما قلت قياس في مقابلة النص ويكون فاسد الاعتبار، ولما نقول له: عماذا تجيبون الآيات الواضحة الصريحة قالوا نقول: إن قوله: (( إلى ربها ناظرة )) أي إلى ثواب ربها فهو من مجاز الحذف وعندهم أن المجاز أنواع: منها مجاز الحذف بأن يحذف من الكلام ما يعلم وقد قال ابن مالك رحمه الله: وحذف ما يعلم جائز فنقول إذا قالوا إلى ثواب ربها هذا معنى جديد يخالف الظاهر، فمن قال إن الله أراد ما قلتم؟ الأصل أن اللفظ يراد به ايش؟ ظاهره لا يراد به سواه ومن ادعى خلاف الظاهر فعليه، فعليه الدليل، وكيف نعدل عن الظاهر مع أنه مؤيد بآيات أخرى ومؤيد بأحاديث صريحة لا تحتمل التأويل بوجه من الوجوه وعلى هذا فنقول: إن من عقيدتنا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يرى يوم القيامة ولكن من الذي يراه؟ ومتى يرى؟ فنقول الذي يراه رؤية رضاً هم المؤمنون هم الذين يرون الله ، ويرونه في عرصات القيامة ويرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله ، وأما الكفار الخلص فلا يرون الله لقوله: (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) وأما المنافقون فيرون الله عز وجل في عرصات القيامة ثم يحجبون عنه فلا يرونه وهذا أشد مما لو لم يكونوا رأوه من قبل يعني كونهم يرون الله ثم يحجبون عنه أعظم مما لو لم يكونوا رأوه أصلاً ولهذا كان عذاب المنافقين بحجبهم عن رؤية الله أشد من عذاب الكافرين الذين لم يروه، هذا بيان من يرى الله ومتى يرى الله أما لو قال قائل كيف يرى الله فهذا الذي يجب الامتناع عنه وأن نقول أن صفاة الله ليس فيها كيف نقول هو على كيفية الله أعلم الله أعلم بها نحن لا ندري نقول أن الله يرى أما كيف يرى فإن هذا علمه عند الله عز وجل
السائل : أحسن الله إليكم ما معنى الإدراك في قوله تعالى (( لا تدركه الأبصار )) ؟
الشيخ : معنى الإدراك الإحاطة نعم.
السائل : ما الدليل على أن المنافقين يرون ربهم ثم يحجبون
الشيخ : لعله يأتينا
السائل : قوله تعالى : (( وجوه يومئذٍ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية )) فهذه الآية ... المسلمون .
الشيخ : لا ليس الظاهر الظاهر أنها للكافرين