حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله جل ذكره إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله الآية حفظ
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله جل ذكره (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله )) الآية )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث فيمن اقتطع مال امرئ مسام بيمين كاذبة لقي الله، الشاهد قوله: ( لقي الله ) فقد استدل بها كثير من العلماء على رؤية الله عز وجل قال لأن اللقاء لا يكون إلا برؤية ، وقد سبق أن اللقاء عام وخاص ، اللقاء الخاص هو أن يخلو الله عز وجل بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه ، واللقاء العام يكون لجميع الخلق ، وفي هذا التحذير من اقتطاع مال المسلم باليمين الكاذب ولها صور منها: أن يدعي شخص على آخر بألف درهم وليس عند المدعي بينة فهنا توجه اليمين على المدعى عليه فيحلف أنه ليس للمدعي شيء مع أن له شيئاً فهنا اقتطع شيئاً من ماله كاذباً فيلقى الله وهو عليه غضبان.
الصورة الثانية: أن يدعي شخص على آخر ألف درهم ويأتي بشاهد واحد وفي هذه الحال لا يحكم له بالألف إلا إذا حلف فإنه يحكم له بالألف فيأتي بالشاهد ويحلف معه ثم القاضي يحكم له على المدعى عليه في الألف فيكون هنا اقتطع مال امرئ مسلم، اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة فيلقى الله وهو عليه غضبان، فإن اعتدى على المسلم بغير المال ادعى عليه مثلاً بجراحة أو غيرها وحلف فهل تكون مثل المال أو دونه أو أعظم منه نعم الظاهر أنها تكون أعظم لأن العدوان على البدن أشد من العدوان على المال ولكن مع ذلك لا نجزم بهذا لأن مسائل الوعيد قد تكون لاختصاصها بالصورة التي جاءت بها أمرٌ لا نعلمه فيمتنع القياس حينئذٍ
وفي استدلال الرسول عليه الصلاة والسلام في الآية الكريمة دليل على أن العموم حجة على كل فرد من أفراده لأن الآية عامة (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة )) إلى أخر الآية. هذا عامة يدخل فيها الذين يشترون في عهد الله وأيمانهم ما يقتطعونه من أموال فيكون هذا عام، يكون هذا فرداً دخل في العموم، يكون فرداً دخل في العموم، وقد ذكرنا أيضاً شاهداً، مر علينا شاهد مثل ذلك وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنكم إذا قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقد سلمتم على كل عبد في السماء والأرض ) طيب ما معنى (( لا خلاق لهم في الآخرة )) ؟ أي لا نصيب .