تتمة شرح باب : ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق . وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره ، فالرب بصفاته وفعله وأمره ، وهو الخالق المكون ، غير مخلوق . وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه ، فهو مفعول مخلوق مكون . حفظ
الشيخ : والفعل المقارن للمفعول حادث كالكلام سواءً، أصل الكلام أزلي وما يتكلم به عز وجل حين يتكلم فهو حادث، ولا مانع أن نقول بهذا أليس الله يقول: (( ولما جاء موسى لميقاتنا )) أتموا
الطالب : وكلمه ربه
الشيخ : متى كان الكلام؟ حين المجئ لم يكن من قبل، فالأمر في هذا واضح والحمد لله ، فالبخاري رحمه الله في هذا أشار في هذا أن أفعال الله لازمة له وهذا هو الحق، ومن تأمله وجد أنه لا يمكن العدول عنه خلافاً لمن شنع على شيخ الاسلام رحمه الله بقوله بهذا القول، والإنسان يستغرب كيف يشنع لأنه إذا قلنا أنه ليس هناك تسلسل وأن الله في الأول كان ... نقول لماذا ... ؟ هل هو عاجز إن قالوا نعم كفروا كفر ، وإن قالوا بلى يعني وإن كان كذلك فما الذي يمنعه أن يفعل، ما الذي يمنعه أن يفعل، فجواز تسلسل الحوادث في الأزل كجوازه في المستقبل ولا فرق، هو الأول بصفاته وأفعاله ليس قبله شيء ، والآخر بصفاته وأفعاله الذي ليس بعده شيء، وقوله وأمره ، الأمر الذي يكون به الفعل كن هذا أمر فهو لم يزل عز وجل في صفاته وفعله وأمره ، وهو الخالق ، وهو الخالق ايش بعد؟
الطالب : وهو المكون
الشيخ : هو المكون ولا وهو المكون؟
الطالب : هو المكون
الشيخ : هو المكون أراد المؤلف رحمه الله بقوله المكون أن يفسر معنى الخالق لا أن يثبت أن المكون من أسماء الله، ولهذا ليس من أسماء الله المكون لكن هو فسر الخالق، والخالق من أسماء الله البارئ الخالق، المكون يعني تفصيل للخالق وإن شئت فقل تفسيرٌ للمصور، كما قال تعالى (( الخالق المصور )) أي المكون للشيء على الصورة التي أرادها
قال: غير مخلوق، نعم غير مخلوق وإن حدثت المنافاة ، فإنه ليس بمخلوق لأن الله هو الخالق وما سواه مخلوق ثم قال: وما كان بفعله وأمره وتصديقه وتكوينه فهو مفعول ، ففرق رحمه الله بين الفعل والفاعل والمفعول. فهذه ثلاث أشياء، ثلاث أشياء، كل واحدة منها لها حقيقة فاعل وفعل ومفعول، أيها الأول؟
الطالب : الفاعل
الشيخ : الفاعل ثم الفعل ثم المفعول، هذا إذا قلنا الفاعل يعني الذي يريد أن يفعل أما إذا قلنا الفاعل الذي قام به الفعل فالفعل سابق على الفاعل، لأنه لا يصدق عليه أنه فعل الحقيقة إلا بعد وقوع الفعل واضح؟ طيب.
السائل : ...
الشيخ : طيب الفاعل الأصل أنه لا فعل إلا بفاعل أليس كذلك، فإذا قلنا أنه لا فعل إلا بفاعل لزم أن يسبق الفاعل الفعل، ولا مفعول إلا بفعل وش السابق؟ الفعل، لكن إذا أريد بالفاعل حقيقة الفعل فهنا يجب أن يسبق الفعل الوصف بالفاعل يعني ما يكون فاعل حتى يفعل، طيب أنا مثلاً أنا ناطق، ناطق حقيقة أو حكماً؟
الطالب : حقيقة
الشيخ : نعم لا ما أكون ناطق حقيقة حتى أنطق لكن قبل أن أنطق أكون حكماً ناطق ولا يمكن نطق إلا بوجود فالناطق سابق على النطق والمنطوق به متأخر عن النطق لكن إذا أردت حقيقة وصفه بالفعل فإنه لا يكون فاعلاً حتى ايش؟ حتى طيب يقول نعم يقول وما كان بفعله وأمره وتخليقه فهو مفعول عائد على فعله، مخلوق عائد على تخليقه وأمره والحاصل من هذه الترجمة أن المؤلف رحمه الله أراد أن يبين أن ما سوى الله مخلوق، وأن الله وحده هو الخالق، وأنه عز وجل رب بفعله ووصفه بأفعاله وصفاته فلم يزل فعالا ولم يزل موصوفا بصفاته الكاملة وأن الخلق حادث، الخلق الذي هو المخلوق حادث.