حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه عن الروح فسألوه فقام متوكئًا على العسيب وأنا خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه حفظ
القارئ : حدثنا يحيى قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة وهو متوكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه فسألوه عن الروح فقام متوكئا على العسيب وأنا خلفه فظننت أنه يوحى إليه فقال (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه ).
الشيخ : نعم هؤلاء اليهود يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم تعنتاً وتنطعاً لا أنهم يريدون أن يرجعوا إلى حكمه لقوله تعالى: (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )) فهم لا يحكمون الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يسألونه إلا تعنتاً ولهذا اختلفوا هل يسألونه عن الروح أو لا؟ فقال بعضهم سلوه وقال بعضهم لا تسألوه، والمراد بالروح هنا نفس الإنسان وهي التي في البدن وهي من أمر الله عز وجل لا يمكن للإنسان أن يدرك حقيقتها وكنهها لكن يعرف ذلك بآثارها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الروح تقبض وتكفن وأن الميت يراها يتبعها بصره إذا توفي وهذا يدل على أنها ذات جرم وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في الروح أنها جسم لطيف لا يشبه هذه الأجسام وليس من مادة منها هذه الأجسام والله أعلم بكيفيتها وحقيقتها. وقال بعض المتكلمين: "إن الروح صفة من صفات البدن كالمرض والصحة والقوة والنشاط والضعف وما أشبه ذلك" وقال بعضهم: "هي جزء من أجزاء البدن "، وقال بعضهم: "هي الدم" وقال بعضهم: " هي البدن" واطربوا فيها وسبب اطرابهم أنهم لم يبلغهم ما جاء في الكتاب والسنة عن هذه الروح وقالت الفلاسفة : الروح شيء ليس داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالبدن ولا منفصل عنه، ولا مباين للبدن ولا محايد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، وصفوها بماذا بالعدم كما وصفوا الله بالعدم كما وصفوا الله بهذه الأوصاف . وسبب اضطراب هؤلاء وهؤلاء أنهم لم يدركوا ما جاء في الكتاب والسنة من صفاتها ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله : "المتكلمون بالنسبة للروح ممثلة والفلاسفة معطلة "وصدق رحمه الله فهؤلاء ألحقوها بالأجسام وهؤلاء وصفوها بالعدم المحض ، أما نحن فنقول هي من أمر الله ، وأمرها عجيب ولا يمكن إدراك حقيقتها ولا كنهها ونعلم أنها ليست من المادة الذي خلق منها الجسد وليس لنا أكثر من ذلك.
وقوله (( وما أوتيتم من العلم )) الخطاب للناس كلهم ما أوتوا من العلم إلا قليلاً وكأن في هذا توبيخ وكأن في هذا توبيخاً لهم يعني كأنه يقول ما فاتكم من العلم إلا الروح تسألون عنها فاتكم شيء كثير (( ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) وصدق الله ما أكثر ما يخفى علينا مما هو بين أيدينا الكتاب والسنة الآن بين أيدينا ويخفى علينا شيء كثير من أحكام الله نحن نعيش في وسط مجتمع ويخفى علينا كثير من المجتمع بل الإنسان يعيش في أهله في عش محصور ومع ذلك يخفى عليه شيء كثير من أهله. إذن ما أوتينا من العلم إلا قليلاً كما قال ربنا عز وجل.
الشيخ : نعم هؤلاء اليهود يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم تعنتاً وتنطعاً لا أنهم يريدون أن يرجعوا إلى حكمه لقوله تعالى: (( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين )) فهم لا يحكمون الرسول عليه الصلاة والسلام ولا يسألونه إلا تعنتاً ولهذا اختلفوا هل يسألونه عن الروح أو لا؟ فقال بعضهم سلوه وقال بعضهم لا تسألوه، والمراد بالروح هنا نفس الإنسان وهي التي في البدن وهي من أمر الله عز وجل لا يمكن للإنسان أن يدرك حقيقتها وكنهها لكن يعرف ذلك بآثارها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الروح تقبض وتكفن وأن الميت يراها يتبعها بصره إذا توفي وهذا يدل على أنها ذات جرم وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في الروح أنها جسم لطيف لا يشبه هذه الأجسام وليس من مادة منها هذه الأجسام والله أعلم بكيفيتها وحقيقتها. وقال بعض المتكلمين: "إن الروح صفة من صفات البدن كالمرض والصحة والقوة والنشاط والضعف وما أشبه ذلك" وقال بعضهم: "هي جزء من أجزاء البدن "، وقال بعضهم: "هي الدم" وقال بعضهم: " هي البدن" واطربوا فيها وسبب اطرابهم أنهم لم يبلغهم ما جاء في الكتاب والسنة عن هذه الروح وقالت الفلاسفة : الروح شيء ليس داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالبدن ولا منفصل عنه، ولا مباين للبدن ولا محايد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، وصفوها بماذا بالعدم كما وصفوا الله بالعدم كما وصفوا الله بهذه الأوصاف . وسبب اضطراب هؤلاء وهؤلاء أنهم لم يدركوا ما جاء في الكتاب والسنة من صفاتها ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله : "المتكلمون بالنسبة للروح ممثلة والفلاسفة معطلة "وصدق رحمه الله فهؤلاء ألحقوها بالأجسام وهؤلاء وصفوها بالعدم المحض ، أما نحن فنقول هي من أمر الله ، وأمرها عجيب ولا يمكن إدراك حقيقتها ولا كنهها ونعلم أنها ليست من المادة الذي خلق منها الجسد وليس لنا أكثر من ذلك.
وقوله (( وما أوتيتم من العلم )) الخطاب للناس كلهم ما أوتوا من العلم إلا قليلاً وكأن في هذا توبيخ وكأن في هذا توبيخاً لهم يعني كأنه يقول ما فاتكم من العلم إلا الروح تسألون عنها فاتكم شيء كثير (( ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) وصدق الله ما أكثر ما يخفى علينا مما هو بين أيدينا الكتاب والسنة الآن بين أيدينا ويخفى علينا شيء كثير من أحكام الله نحن نعيش في وسط مجتمع ويخفى علينا كثير من المجتمع بل الإنسان يعيش في أهله في عش محصور ومع ذلك يخفى عليه شيء كثير من أهله. إذن ما أوتينا من العلم إلا قليلاً كما قال ربنا عز وجل.