حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة في أصحابه فقال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله حفظ
القارئ : حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين قال : حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : ( وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مسيلمة في أصحابه فقال : لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله )
الشيخ : الله أكبر ، كلام قوي لأنه كلام المحق أمام مبطل مسيلمة الكذاب ويقال له كذاب اليمامة كان ذا شرف في قومه وله سلطان حتى إنهم يطلقون عليه رحمان اليمامة ، اليمامة رحمان اليمامة ولما أخذ هذا الاسم من أسماء الله أذاقه الله الذل فأذله وكذبه عز وجل ، ادعى الرسالة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه فئام من الناس من أقوامه ووفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نحو سبعين رجلا من أصحابه وأتى إليه النبي عليه الصلاة والسلام ووقف عليه وخاطبه مسيلمة وقال : أقر لي بالرسالة وأنا لك الحجاز وما حوله ولي اليمامة وما يتبعها وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم كان معه قطعة من جريد فقال : ( لو سألتني هذه القطعة ما أهطيتكها ) كيف أعطيك اليمامة : ( ولن تعدو أمر الله فيك ) هذا الشاهد أمر الله فيك أي أمره بهلاكك وهو الأمر الكوني : ( ولئن أدبرت ليعقرنك الله ) ولكن الرجل أدبر فعقره الله ولله الحمد ، قتل في عهد أبي بكر رضي الله عنه في يمامته في حصنه قتله الصحابة رضي الله عنهم وتبين بذلك كذبه وقد أعطاه الله سبحانه وتعالى آيات لكنها آيات تدل على كذبه لا على صدقه ، ومن هذا ما حدثناكم به سابقا وذكره المؤرخون أنه أتي إليه بصبي في شعره تمزق تالف بعضه فطلب منه أن يمسح على الرأي ليخرج أي شيء ؟ بقية الشعر فمسح عليه فأراهم الله آية تدل على كذبه ما هي ؟ تساقط الشعر الباقي كانوا يريدون أن يخرج الشعر التالف ولكن الأمر كان بالعكس ، والقصة الثانية قريبة من هذا أيضا جاءه أصحاب بئر وقالوا إن البئر نقصت وطلبوا منه أن يفعل كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام في بئر الحديبية حيث نزل على بئر غائرة في الماء فأخذ ماء وتمضمض به ومجه فيها فطاشت البئر بالماء ورووا الناس فجيء لهذا الكذاب وطلب منه أن يفعل كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام فأخذ ماء في فمه فتمضمض به ومجه في البئر فغار الماء الموجود بعد ما كانوا يترقبون أن تجيش الماء أن تجيش البئر بالماء غار وهذه شهادة من الله فعلية على ايش على كذبه ، لأن فعل الله عز وجل الذي يكون شهادة إما أن يكون تأييدا أو تفنيدا فإن كان تأييدا فهو شهادة من الله على الصدق ، وإن كان تفنيدا فهو شهادة من الله على الكذب ، الشاهد من هذا الحديث قوله : ( ولن تعدو أمر الله فيك ) ، وهذا هو الذي وقع فإن هذا الرجل الكذاب لم يعدو أمر الله فيه وأهلكه الله عز وجل على يد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي هذا دليل على أن أفعال الله سبحانه وتعالى لا تنحصر بشيء معين وأن كل ما صح أن يضاف إلى الله وإن لم يرد به نص فإنه جائز فهنا قال : ( ليعقرنك الله ) ليعقرنك الله فأثبت لله العقر أثبت لله العقر ولا شك أن المراد إذا عقره أي عقر إهلاك كما قال تعالى : (( فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها )) .