باب : قول الله تعالى : (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) . (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) . (( سخر )) : ذلل . حفظ
القارئ : باب قول الله تعالى : (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً )) ، (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) ، سخر : ذلل .
الشيخ : هذا الترجمة في عدة مسائل ولكنها كلها تعود إلى كلمات الله عز وجل هل كلمات الله محصورة ؟ الجواب ؟ هل أفعال الله وخلقه محصور ؟ لا وهو كلما خلق شيئا قال له كن فيكون وكل شيء مخلوق فإنه مسبوق بكلمة كن إذا لا حصر لكلماته ولهذا قال الله تعالى مبينا ذلك : (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي )) ، لو كان البحر حبرا المداد الحبر الذي يكتب به لو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفد قبل أن تنفد كلمات الله لأنها لا تحصى كما لا تحصى أفعاله لا تحصى أقواله عز وجل ولو نعم ، (( لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا لو جئنا بمثله مدداً )) ، له لنفد قبل أن تنفد كلمات الله ولا مثلها أو أشد ، (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام )) لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ما لقوله ولو أن اسم أن ما اسم أن في محل نصب وأقلام خبر أن وتقدير الآية بمعنى تقديرها بمعنى لو كان ما في الأرض من الأشجار أقلاما يعني لو جعل كل الأشجار جعلت أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر تكون الجميع ثمانية ثمانية أبحر على هذا البحر العظيم وكل ما في الأرض أقلام وكتب بها يقول عز وجل ما نفدت كلمات ربي سبحان الله إذا تأمل الإنسان مثل هذه الآية عرف عظمة الله عز وجل وأنه كما وصف نفسه واصف في كل صفاته وفي كل أفعاله لا يمكن أن تحصى أبدا يقول جل وعلا ثم ساق المؤلف آية ثالثة : (( إن ربكم الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وسبق الكلام على هذا كله أن الله خلقها في ستة أيام الأربعة الأولى للأرض واليومان المتممان للستة أيام للسماء ، (( ثم استوى على العرش )) أي بعد أن كمل الملك استقر وعلا عز وجل على عرشه لكمال عظمته وسلطانه ، (( يغشي الليل النهار )) يغشي أي يغطي أي يغطي الليل بالنهار ويغطي النهار بالليل ، (( يطلبه حثيثا )) يعني يطلب الليل النهار حثيثا أي سريعا فلا فاصل بينهما ولذلك نرى أن الليل يبين في الأفق قبل أن تغيب الشمس أليس كذلك الليل يبين في الأفق قبل أن تغيب الشمس تجد سواد الليل في الأفق الشرقي وأنت تشاهد الشمس لم تغرب كأنه يسابقه ويلاحقه لا يتأخر وتعاقب الليل والنهار من آيات الله عز وجل التي لا يستطيع البشر أن يقوموا بها ، (( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون )) ، فالليل والنهار يتعاقبان يطلب كل واحد منهما الآخر حثيثا والشمس والقمر هذه معطوفة على قوله السماوات يعني وخلق الشمس والقمر وذكر الشمس لأنها آية النهار والقمر لأنه آية الليل ، (( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة والنجوم )) يعني وخلق النجوم (( مسخرات بأمره )) مسخرات حال من النجوم أو صفة ؟ الآيات الا يجوز أن تكون صفة ؟ لا يجوز لا يجوز قولوها بطلاقة اللسان لماذا ؟ لأن الصفة يجب أن تتبع الموصوف بالتعريف والتنكير وهنا النجوم معرف ومسخرات منكر فإذا أتت النكرة بعد المعرفة المنصوبة فهي حال - آت محمدا الوسيلة والفضيلة - وقوله : (( مسخرات )) أي مذللات بأمره أمره الكوني أو الشرعي ؟ أمره الكوني أمرها عز وجل أن تكون على ما أراد فكانت على ما أراد قال : (( ألا له الخلق والأمر )) ألا : أداة استفتاح يؤتى به للتمديد والتحقيق وقوله له الخلق جملة مكونة من مبتدأ وخبر قدم فيها الخبر للاختصاص يعني ألا له وحده الخلق والأمر فهو الخالق وحده وهو الآمر وحده فهو ذو السلطان وحده قال ابن عمر : من كان له شيء يعني فليدعيه ما دام الأمر والخلق لله وش بقي ما بقي شيء كل شيء لله عز وجل ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين تبارك قال العلماء أي أن البركة تكون باسمه عز وجل وذكره ولهذا تجدون الإنسان إذا سمى على الذبيحة حلت وإذا لم يسمى عليها لم تحل يعني إذا ذبحت شاة وقلت بسم الله صارت حلال وإن لم تقل صارت حراما هذا من البركة إذا سميت الله على الطعام نزلت فيه البركة وعجز الشيطان أن ينال منه وإذا لم تسم نزل فيه الفشل وشاركك الشيطان فيه إذا سميت عند إتيان الأهل نزلت البركة ولم يصب الشيطان ما يقدر بينكما في شيء بضرر وإذا لم تفعل فإنه على خطر فهو عز وجل تنال البركة بذكر اسمه تبارك الله والبركة هي الخير الثابت الواسع وأصلها من البِركة أتعرفون البركة ما هي؟
الطالب : حوض الماء .
الشيخ : حوض الماء الكثير الذي يجتمع فيه الماء وقوله رب العالمين العالم كل ما سوى الله عز وجل فهو عالم وجمع باعتبار الأجناس ويفرد باعتبار الجنس فيقال العالم كله ويقال العالمون والعالمين باعتبار الأجناس ومعنى كونه ربهم أنه الخالق لهم المالك لهم المدبر لأمورهم لأن هذا هو معنى الربوبية الشاهد في هذا قوله تعالى : (( ألا له الخلق والأمر )) لأن الأمر لا يكون إلا بالكلمات .