فوائد تتعلق بإثبات صفة الكلام لله عز وجل0 حفظ
الشيخ : ومذهب أهل السنة والجماعة في كلام الله عز وجل أنه صفة من صفاته ، صفة ذاتية باعتبار وصفة فعلية باعتبار ، أما كونها ذاتية باعتبار فهو باعتبار أنه لم يزل ولا يزال متكلما تكون الصفة بهذا الاعتبار ايش؟ ذاتية ملازمة للذات لم يأت عليه وقت يكون غير متكلم بل هو متكلم دائما دوام الفعل ودوام الخلق كما سبق في ترجمة البخاري رحمه الله الدرس الماضي ويكون صفة فعل باعتبار باعتبار ايش ؟ باعتبار أحدههما التي تكون عند فعل مراده أو عند نزول شرع تكون عن فعل مراده إذا أراد أن يخلق شيئا قال كن أو عند نزول شرع إذا أراد عز وجل أن ينزل ما شاء من الشرع تكلم به إذا تكلم الله بوحي احتجبت السماء وصعقت الملائكة ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة وهو بحرف وبصوت ودليل ذلك أن كل الكلمات التي يطلق الله عليها كلمات هي بالحرف : (( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) ، (( يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) هذه الجمل حروف أو غير حروف ؟ حروف (( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس )) هذه أيضا حروف ويكون كذلك بصوت لأنه يسمع سمعه جبريل وسمعه محمد عليه الصلاة والسلام وسمعه موسى قال الله تعالى : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) والنداء يكون بصوت عال والمناجاة تكون بصوت أخف وهذا يعني المناداة والمناجاة وصف للصوت وثبت في الصحيحين أن الله تعالى يقول يوم القيامة : ( يا آدم فيقول : لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعث إلى النار فيقول : يا رب وما بعث النار قال فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ألف إلا واحد كلهم في النار ) ، من بني آدم نسأل الله أن ينجينا وإياكم منها فهذا صريح في أنه عز وجل ينادي بصوت وهو مذهب أهل السنة والجماعة وقالت الأشاعرة : إن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي أي المعنى الذي في نفسه وهو غير مسموع ، وليس بحرف وليس بصوت ومن زعم أنه بحرف وبصوت فإنه مجسم مشبه ضال ، إذن كيف سمع موسى كلام الله وأنتم تقولون إنه صفة نفسية أزلية وكيف سمع محمد عليه الصلاة والسلام وهو يفرض عليه الصلوات الخمس فوق السماوات السبع كيف ذلك ؟ قالوا خلق صوتا ، خلق صوتا سمعه موسى من الشجر أو من الوادي أو من أي شيء المهم أنه خلق .