تتمة الفوائد حول صفة الكلام والرد على أهل البدع وبالخصوص الأشاعرة والماتريدية. حفظ
الشيخ : عليه الصلاة والسلام كلام ربه وهو يفرض عليه الصلوات الخمس فوق السماوات السبع كيف ذلك ؟ قالوا خلق صوتاً ، خلق صوتاً سمعه موسى إما من الشجر أو من الوادي أو من أي شيء المهم أنه خلق صوتاً سمعه موسى وخلق صوتاً سمعه محمد وعلى هذا فيكون الصوت المسموع الذي يلقى إلى جبريل أو إلى موسى أو إلى محمد أو إلى غيرهم ممن كلمهم الله يكون ايش؟ مخلوقاً يكون مخلوقاً ، طيب هل هذا الصوت المخلوق هو كلام الله؟ قالوا : لا عبارة عن كلام الله أما كلام الله فهو معنى قائم بالنفس وبهذا التقدر يتبين تماماً أن مذهبهم فيما يُسمع كمذهب من؟ الجهمية تماماً، لأن الجهمية يقولون ما سمعه موسى أو محمد عليه الصلاة والسلام أو جبريل فإنه مخلوق ، هؤلاء يقولون أيضاً ما سمعه محمد أو موسى أو جبريل فإنه مخلوق، فاتفق الجميع على أنه مخلوق لكن كان المعتزلة أقوم منهم حيث قالوا إنه كلام الله وهؤلاء قالوا عبارة عن كلام الله عبارة عن كلام الله فالجميع على هذا متفقون على أن ما في المصحف ايش؟ مخلوق لكن الجهمية قالوا مخلوق تماماً وهو نفس الكلام وهم قالوا مخلوق ايش؟ عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله وليس هو كلام الله فتبين أن قول الجهمية أسَد من قول الأشاعرة وأن هذا القول لا صحة له لا لغة ولا عرفاً ولا شرعاً ، والعجب أن الأشاعرة تركوا جميع لغات العالم وجميع عقول العالم وجميع المحسوس لدى العالم واستدلوا بقول رجل نصراني هو الأخطل حيث قال :
"إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليل"
فقالوا إن الكلام في الفؤاد أي في القلب وهذا هو معنى قولنا الكلام هو كلام النفس واللسان دليل يعبر فيقال أولاً : كيف نترك العالم كله ونأخذ بقول واحد هذه واحدة
ثانيا : من القائل ؟ نصراني كذاب
ثالثا : على فرض التسليم بهذا نقول إن المراد بقوله إن الكلام لفي الفؤاد الكلام الرصين الذي يرى الإنسان أن نفسه محاسبة عليه هو الكلام الذي في الفؤاد أما الكلام اللغو فهذا في اللسان ويشهد لهذا قوله تعالى : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان )) والآية الأخرى (( بما كسبت قلوبكم )) فالكلام الحقيقي الموزون الرصين الذي يستحق أن يسمى كلاماً هو الكلام الصادر من القلب المعبر عنه باللسان أما ما كان من اللسان فقط فهو لغو من القول ولهذا لا يؤاخذ الله عليه، هذا إذا سلمنا جدلا أن لهذا الكلام وجهاً من الصحة
فالآن نأخذ هذه الأقوال الثلاثة أو هذه الطرق الثلاثة في كلام الله مذهب السلف مذهب الأشاعرة مذهب الجهمية هناك مذاهب أخرى تصل إلى ثمانية مذاهب بعدها يمكن أن نجعله فرعاً من فروع هذه الأصول الثلاثة وبعضها من الفلاسفة الذين لا يؤمنون بالرسالات ولكننا نقول: إن الذي يشهد له الحس واللغة هو أن الكلام ما كان بحرف وصوت فإن قال قائل: إن الله أطلق على القول ما كان في النفس فقال تعالى: (( ويقولون في أنفسهم )) فأثبت قولاً في النفس (( يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول )) نقول إن هذا حجة عليكم وليس حجة لكم، لأن هذا ليس قولاً مطلقاً بل هو قولٌ مقيد يقولون في أنفسهم وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به ) أيش ؟ ( أنفسها ) الإنسان يحدث نفسه لا شك ويقول في نفسه ويقدر في نفسه لكن لا يقال إنه قول على وجه الإطلاق أبداً بل لا بد أن يكون مقيداً وأحياناً ترى بعض الناس تشاهده أمامك وش معناه يكلم مع روحه يكلم عن روحه، يقول ... يعني ارجع تشعر أنه يتحدث بنفسه واضحاً حديثاً واضحاً ، لكن هل تسمع له قولاً؟ نعم لا تسمع له قولاً هل يقال إن هذا الرجل قال؟ لا إن أردت أن تقول إنه قال فقل: قال في نفسه نعم فهو قول مقيد وليس قولاً مطلقاً ، نعم
السائل : الكلام في أصله
الشيخ : ايش؟
السائل : الكلام في أصله
الشيخ : كلام الله
السائل : نعم ، باعتبار آحاده فعل ...
الشيخ : ايش؟
السائل : لو قال المتكلم بالأول أسمي الله لكن في الثاني ، في الثاني يقول يلزم منه أن يكون ... لله عز وجل فما الجواب عن هذا؟
الشيخ : أجبنا عن هذا، أجبنا عن هذا أنه ولو لزم أن تكون الحوادث به كونه يفعل ما يريد ويحدث ما يشاء نعم هذا كمال، والرسول عليه الصلاة والسلام قال ابن مسعود لما رجع ابن مسعود من الهجرة ووجد الرسول يصلي وسلم فلم يرد عليه وصار في نفسه قال إن الله يحدث في أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تتكلموا في الصلاة لأن الله قال : (( وقوموا لله قانتين )) أي ساكتين عن الكلام.
السائل : ...
الشيخ : العقول الفاسدة قياس فاسد ، قالوا الحادث لا يقوم إلا بحادث من قال هذا ؟ وما يضرهم إلا القياس الفاسد والبعد عن الكتاب والسنة ، ولو أنهم سلكوا الكتاب والسنة وتركوا العقل جانباً نعم لسلموا ، ومن ذلك ما مر علينا قبل ليلتين أن الرسول قال : ( أستأذن على ربي في داره ) وذكرنا أن بعضهم قال هي الجنة وبعضهم قال إنها دار الرسول عليه الصلاة والسلام، أستأذن على ربي في داري لكن أتى بالضمير الهاء من باب الالتفات هذا تحريف مطلق في الواقع، أستأذن على ربي في داره أي في داري؟ ايش ثم على هذا التقدير لا يزول المحظور لأنه يبقى أن الله في دار من؟ في دار الرسول لو كان في داره أحسن لكن إذا قلنا الدار ننظر هل في النصوص ما يقتضي أن لله داراً ذكرنا أنه ربما يكون المراد بذلك الحجب التي احتجب بها وأنها بمنزلة الدار ، وذكرنا بعد ذلك أنها العرش لأن الرسول قال : ( أسجد تحت العرش ) فإن صح هذا التقدير أو ذاك فهذا المطلوب وإن لم يصح قلنا نقول كما قال الرسول وكما سكت الصحابة في داره والله أعلم ما هذا ولم نكلف أكثر مما نطيق ، وهل في هذا شيء لا أعتقد أن في هذا شيء نقول إن الرسول يستأذن على ربه في دار الله في داره ولا ندري ما هذا لا ندري ما هذه الدار ، ولا كيفية هذه الدار ولا من أين كانت هذه الدار، فإن كان ما جاء في الأحاديث من الحجب وما جاء أن الرسول يسجد تحت العرش إن كان مراد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا فهو مراده وإن كان غير مراد فنقول هي دار الله أعلم بها ، وأنت إذا سلكت هذا السبيل فيما يمر بك من آيات الصفات وأحاديثها فإنك ستسلم إن ذهبت تُعمل عقلك لعب بك الهوى لأن العقول ليس لها مدخل في أمور الغيب. انتهى الوقت ؟