فوائد في إثبات المشيئة والإرادة لله عز وجل ؟ حفظ
الشيخ : هذا الباب باب مهم المشيئة والإرادة مشيئة الله وإرادة الله والبحث فيهما من وجوه الأول: هل هما مرادفتان أو متباينتان، يعني هل المشيئة هي الإرادة؟ أو غير الإرادة؟ نقول المشيئة معنى من معاني الإرادة، ليست مرادة بالإرادة ولكنها معنى من معانيها ، أي أن الإرادة تأتي بمعنى المشيئة، والمشيئة ما شاءه الله كان ولا بد وقد أجمع المسلمون على هذه الكلمة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فما شاءه الله عز وجل كان سواء كان مما يحبه الله أو مما لا يحبه الله، وسواء كان مما يلائم طبائع البشر كسعة الرزق أو مما لا يلائم طبائع البشر كضيق الرزق فالمشيئة عامة في كل شيء، قال الله تعالى: (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا )) ومعلوم أن الاقتتال بالنسبة للبشر لا يلائم طبائعهم وقال الله تعالى: (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) (( ولو شاء الله ما فعلوه )) من منكراتهم وهذا مما يكرهه الله، إذن المشيئة إيش؟ لا تراد بالإرادة بل هي بعض من معانيها كما سيأتي في الإرادة فهي عامة في كل شيء وما شاء الله كان، لا بد من وقوعه ولا يمكن أن يمنعه أحد سواء كان هذا الذي أشاءه مما يحبه كالإيمان والعمل الصالح أو مما لا يحبه كالكفر وعمل السيئات، وسواء كان هذا الذي شاء مما يلائم طبيعة البشر كسعة الرزق أو مما لا يلائم طبيعة البشر كضيق الرزق. واضح؟
البحث الثاني: هل مشيئة الله شاملة لفعله وفعل العباد؟ أو هي خاصة بفعله؟ والجواب أن أهل السنة والجماعة يقولون إنها عامة فيما يتعلق بفعله وما يتعلق بفعل العباد، فيما يتعلق بفعله كإنزال المطر وإخراج النبات وإماتة الأحياء وإحياء الأموات وما أشبه ذلك، وكذلك بفعل العباد كصلاة العبد وفساد العبد قال الله تعالى: (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ففعل الإنسان بمشيئة الله كما أن فعل الله بمشيئة الله، إذن فمشيئة الله شاملة لما يقوم به جل وعلا ولما يقوم به العباد والدليل على هذا قوله تعالى (( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وقوله: (( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) والآيات في هذا المعنى كثيرة وفائدة الإيمان أعني إيمان العبد بأن فعله واقع بمشيئة الله فائدته عظيمة وهو أنه يوجب اللجوء إلى الله في إصلاح العمل واجتناب الفساد لأنك إذا علمت أن ما شاء الله كان وأنه إذا شاء الله أنك تهتدي اهتديت فإنك سوف تُضطر إلى طلب الهداية ممن بيده الهداية من الله ، ثانياً: من فوائد ذلك أنك إذا حصلت لك نعمة أو فعلت عملاً صالحاً فإنك لا تنسبها إلى نفسك ولا تذل بها على ربك لأن الذي جلب لك النعمة ويسر لك العمل الصالح من؟ هو الله، إذن تتبرأ من حولك وقوتك إلى مشيئة الله عز وجل وتعلم أنه هو الذي قدر لك هذا وهو الذي شاء لك هذا.
وهاتان فائدتان عظيمتان الفائدة الأولى ايش؟ اللجوء إلى الله عز وجل والتعلق به سبحانه وتعالى والفائدة الثانية أن لا تعجب بنفسك ولا تدل بعملك على الله عز وجل لأنه هو الذي شاء.