تتمة تفسير قوله تعال(ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) حفظ
الشيخ : (( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )) طيب لو قال : إني فاعل ذلك الليلة الساعة الثانية عشرة ؟ فماذا تقول ؟ لماذا قال غدا ؟ لأن الليلة ما هي غد لأن هذا هو الذي وقع من الرسول عليه الصلاة والسلام قال أخبركم غدا والتقييد في الجواب تبعا للسؤال لا يعتبر ، وهذه القاعدة مفيدة لكم في أصول الفقه تقييد الجواب لما في السؤال لا يعتبر قيدا، قال العلماء : ومن ذلك اختلاف الروايات في سفر المرأة : ( لا تسافر امرأة يوما وليلة إلا مع ذي محرم ) ( مسيرة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ) (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) فالتقييدات اختلفت مسيرة يوم وليلة مسيرة ثلاثة أيام والمطلق لم يقيد بشيء فهل نعتبر المقيدات أو نعتبر المطلق ؟ الصحيح أننا نعتبر المطلق لأنه لما اختلفت المقيدات فإنها تكون جوابا لسؤال كأن سائلا قال : أرأيت لو سافرت المرأة يوم وليلة بغير محرم ؟ فقال : لا تسافر امرأة مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم ولهذا دائما يقول العلماء في النص المقيد وقع هذا جوابا لسؤال فهذه الآية تنطبق على هذه القاعدة : (( لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )) وكذلك لو قلت إني فاعل ذلك بعد ساعتين أو ثلاث قل : إلا أن يشاء الله وتقييدها بالغد بناء على جواب الرسول عليه الصلاة والسلام لهم قال : ( غدا أخبركم ). وقال تعالى : (( إنك لا تهدي من أحبتت ولكن )) طيب ما الشاهد من الآية (( إني فاعل ذلك غدا )) ؟ قوله : (( إلا أن يشاء الله )) أي إثبات المشيئة لله عز وجل مع أنه فعلك (( إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )) فهو فعلك ومع هذا مقرون لا بد أن يكون مقرونا بمشيئة الله عز وجل .