حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلةً حتى يقصمها الله إذا شاء حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا فليح قال: حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء ) .
الشيخ : هذا مثل من أمثال الرسول عليه الصلاة والسلام والأمثال في القرآن والسنة تقرب المعقول إلى العقول لأنها تضرب المحسوس مثلا وتصور الإنسان للمحسوس أقرب من تصوره للمعقول قال الله تعالى : (( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون )) وفي ضرب الأمثال فائدة أصولية فقهية وهي أن كل مثل ضربه الله أو رسوله فهو دليل على ثبوت القياس كل مثل ضرب فهو دليل على ثبوت القياس لأن المقصود به تمثيل هذا بهذا ، فيكون مثبتا للقياس أما المثل الذي ذكره الرسول عليه الصلاة السلام هنا فالمراد مثل المؤمن بالنسبة لقضاء الله وقدره ، كمثل خامة الزرع ورق الزرع ورق الزرع تأتيه الرياح العاصفة وتميله يمينا ويسارا لكنه باق لا ينكسر وإذا سكنت الريح عاد إلى وضعه، فهو لين لا يتكسر المؤمن كذلك في قضاء الله وقدره، إن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر ويصبر وهو مع الله عز وجل في قضائه وقدره دائما منبسط في الضراء وفي السراء ، ولكن الكافر كمثل الأرزة شجرة الأرز صلبة مستقيمة صمة يعني لا تلين فإذا جاءتها الريح العاصف ماذا تعمل تكسرها تنكسر تنكسر ويقسمها الله عز وجل والشاهد هذا الشاهد قوله : ( إذا شاء ) فإذا قيل كيف المثل بالنسبة إلى الكافر قلنا الكافر إذا جاءته إذا جاءه القضاء على غير ما يريد ارتد كما قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )) .