فوائد حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد أن من أصاب شيئا من هذه القاذورات كالزنا مثلا أو قتل الأولاد فأخذ به في الدنيا فهو كفارة له وعلى هذا فالحدود كفارات لأصحابها فالزاني إذا زنا ثم رجم أو حد فإن ذلك يكون كفارة له لا يعاقب عليه في الآخرة، ولا يشكل على هذا أي على أن الحدود كفارات إلا قصة العرنيين الذين يسعون في الأرض فسادا قال الله تعالى : (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) فأثبت لهم عقوبتين عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة ، فإما أن يقال إن هؤلاء لعظم جرمهم وفسادهم لم يكن الحد مكفرا عنهم، وصاروا يحدون في الدنيا تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ولهم في الآخرة عذاب عظيم، وإما أن يقال فعلى هذا فيكون مستثنى فعلى هذا يكون مستثنى من بقية الحدود وإما أن يقال إن هذا منسوخ إن هذا منسوخ وأن الحدود بعد صارت كفارة لأصحابها ولكنكم تعلمون أن النسخ يحتاج إلى دعنا من التاريخ يحتاج إلى تعذر إمكان الجمع فإن أمكن الجمع فإنه لا نسخ وإمكان الجمع هنا سهل ما هو؟ ها أن نقول هذا مستثنى (( الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا )) يستثنى من بقية الحدود .