تتمة شرح قوله تعالى((ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له...)). حفظ
الشيخ : نقرأ باب قوله تعالى : (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم )) إلى آخره، هذه الآية بقية آية سبقت (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منه من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) فهذه الآية والتي بعدها قطعت جميع ما يتعلق به المشركون وبينت أن أوثانهم وأصنامهم لا تستحق العبادة بأي وجه من الوجوه أولا يقول : (( لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض )) يعني لا يملكون استقلالا ، مثلا لا يملكون الأرض لا يملكون السماء لا يملكون نجمة من النجوم ، لا يملكون شجرة من الأشجار ، لا يملكون ذرة من الذرات من الأرض على وجه الاستقلال (( وما لهم فيهما من شرك )) يعني ولا يملكونها على وجه المشاركة وأظنكم تعرفون الفرق بين هذا وهذا، الاستقلال مثلا إذا قدرنا أن هذه عشرة، أن هذه عشر من الغنم لي خمس معينات ولك خمس معينات هذا ملك إيش ؟ استقلالي ولا مشاركة ؟ استقلال وإذا كانت العشر بيننا ورثناها عن أبينا مثلا فهذه مشاركة، فهذه الأصنام لا تملك مثقال ذرة على وجه الاستقلال من السماوات والأرض ولا تشارك أيضا في ذرة واحدة من السماوات والأرض (( وما لهم فيهما من شرك )) انتفى الآن الملك لا استقلالا ولا مشاركة، هل هذه الأصنام أعانت الله على خلق السماوات والأرض ؟ لا (( وما لهم من ظهير )) لو كان لهم منه من ظهير لقيل إن هذه الأصنام لها شيء من التعلق في السماوات والأرض لكن حتى المساعدة والإعانة لم تساعد الله ولم تعنه في خلق السماوات والأرض، إذا ليس لها يد على شيء من السماوات والأرض. وش بقي ؟ بقي الشفاعة هل تشفع هذه الأصنام عند الله ؟ لا (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) ومعلوم أن الله لا يأذن لهذه الأصنام، لأنه لا يرضاها ولا يرضى من تشفع له، وهم الكفار وبذلك انقطعت جميع العلائق التي يتعلق بها إيش ؟ المشركون ثم قال مبينا عظمة الله وأن هذه الأصنام ليست بشيء بالنسبة لعظمته (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم )) كلام الله عز وجل إذا تكلم صعقت الملائكة صعقت : غشي عليهم من عظمة ما تسمع فإذا فزع عن قلوبهم أي أزيل عنها الفزع (( قالوا ماذا قال ربكم )) يعني يتساءلون فيما بينهم (( ماذا قال ربكم )) وفي بعض ألفاظ الحديث أنهم يسألون جبريل لأنه أول من يفيق فيقولون ماذا قال ربكم فيقول قال الحق وهو العلي الكبير، فمن هذه عظمته كيف يليق عقلا أن يشرك به من لا يملك شيئا في السماوات والأرض وليس له فيها شركة وما لهم من ظهير وشفاعتهم لا تقبل عند الله (( حتى إذا فزع عن قلوبهم )) ما معنى فزع ؟ أي زال عنها الفزع (( قالوا ماذا قال ربكم )) ما اسم استفهام وذا بمعنى الذي أي : ما الذي قال ربكم (( قالوا الحق )) مفتوحة عندكم إذا على الجواب يكون قوله ماذا استفهاما كل الكلمتين وتكون منصوبة على أنها مقول القول ولهذا كان الجواب (( قالوا الحق )) ولم يكن الجواب قالوا الحقُّ لأن لو كان ذا اسما موصولا على أنها خبر لكان الجواب يطابق السؤال فيقول الذي قال الحق نعم (( قالوا الحق وهو العلي الكبير )) العلي بذاته وصفاته وعلو الصفات متفق عليه بين أهل القبلة حتى أهل البدع يثبتون لله علو الصفات على حسب مفهومهم في علو الصفة ، لأنهم قد يقولون أن في هذا علو صفة وهي نقص كقولهم مثلا : إن الله تعالى لا تقوم به الحوادث ، ولا يستطيع أن ينزل ولا يستطيع أن يستوى على العرش وما أشبه ذلك ، يرون أن هذا من باب الكمال ألا تقوم به الحوادث لكن على كل حال أهل القبلة أي من ينتسب للاسلام كلهم متفقون على أن الله عال علو صفة حسب مفهومهم في علو الصفة أما علو الذات فإنه عند السلف فقط، أما أهل التحريف والتعطيل أو أهل الحلول فلا ، لأن أهل الحلول من الجهمية يقولون أن الله في كل مكان ، وأهل التعطيل يقولون لا يوصف بأنه فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ، وسبق الكلام على هذا وبيان أن العلو الذاتي قد دل عليه الكتاب والسنة وش بعد ؟ والإجماع والعقل والفطرة، قال : (( وهو العلي الكبير )) أما الكبير فهو سبحانه وتعالى ذو الكبرياء والعظمة ولم يقل ماذا خلق ربكم هذا رد على من ؟ على الجهمية الذين يقولون إن كلام الله مخلوق ، وربما نقول وعلى الأشاعرة الذين يقولون إنما يسمع إيش ؟ مخلوق، لأن الأشاعرة ما يسمع من كلام الله ليس هو كلام الله كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وما يسمع فهو مخلوق خلقه الله للتعبير عما في نفسه يقول : وقال جل ذكره : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعني لا أحد يشفع إلا بإذنه والإذن هو الأمر لمن طلب الشفاعة ليشفع، وهذا لا يكون إلا بالكلام وقال مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه : ( إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا وإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق ) هذه نسختنا والنسخة اللي عندكم ؟
القارئ : عرفوا أنه الحق من ربكم .
الشيخ : عرفوا أنها الحق من ربكم زيادة من ربكم نسخة ثانية ، هذا القول عن ابن مسعود كما تشاهدون معلق في البخاري لكنه مجزوم به وقد قال أهل الاصطلاح : " إن البخاري إذا قال إذا روى شيئا معلقا مجزوما به فهو عنده صحيح " ، ولكن لا يلزم من صحته عنده أن يكون صحيحا عند غيره ، ولكن هو يرى أنه صحيح، وابن مسعود رضي الله عنه حين تكلم بهذا الكلام يكون له حكم الرفع لأن هذا لا يقال بالرأي والاجتهاد فيكون له حكم الرفع ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس يذكر نقله بصيغة التمريض فهو عنده ضعيف عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يحشر الله العباد فيناديهم بصوته فيسمعه من بعد ويسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ) وهذا الحديث هو الحديث المشهور الذي ارتحل له جابر بن عبد الله مسيرة شهر، حدث بهذا الحديث عن عبد الله بن أنيس فذهب إلى عبد الله بن أنيس مسيرة شهر لهذا الحديث وحده نعم لهذا الحديث وحده لماذا ؟ قال أهل الاصطلاح : لطلب علو السند وقال أصحاب الفقه : للاستثبات والتثبت وبين القولين فرق الأولون يقولون المقصود بذلك هو طلب علو السند كيف علو السند ؟ نعم لأن الحديث إذا روي عن ثلاثة ثم روي عن أربعة فعن ثلاثة يكون أعلى فالآن جابر حدث بالحديث فكان بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس والواسطة التي بين جابر وعبد الله بن أنيس ولكن إذا رواه عن عبد الله مباشرة كم بينه وبين الرسول ؟ واحد وهذا علو السند والاستثبات في الخبر نعم ولو قال قائل : بأنه للأمرين جميعا فلم يكن هذا بعيدا وإن كانت مسألة علو السند ونزول السند لم تكن معروفة بذلك العهد تلك المعرفة التي يعني يشار إليها ويرتحل إليها من خرج الحديث ؟
القارئ : عرفوا أنه الحق من ربكم .
الشيخ : عرفوا أنها الحق من ربكم زيادة من ربكم نسخة ثانية ، هذا القول عن ابن مسعود كما تشاهدون معلق في البخاري لكنه مجزوم به وقد قال أهل الاصطلاح : " إن البخاري إذا قال إذا روى شيئا معلقا مجزوما به فهو عنده صحيح " ، ولكن لا يلزم من صحته عنده أن يكون صحيحا عند غيره ، ولكن هو يرى أنه صحيح، وابن مسعود رضي الله عنه حين تكلم بهذا الكلام يكون له حكم الرفع لأن هذا لا يقال بالرأي والاجتهاد فيكون له حكم الرفع ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس يذكر نقله بصيغة التمريض فهو عنده ضعيف عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يحشر الله العباد فيناديهم بصوته فيسمعه من بعد ويسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ) وهذا الحديث هو الحديث المشهور الذي ارتحل له جابر بن عبد الله مسيرة شهر، حدث بهذا الحديث عن عبد الله بن أنيس فذهب إلى عبد الله بن أنيس مسيرة شهر لهذا الحديث وحده نعم لهذا الحديث وحده لماذا ؟ قال أهل الاصطلاح : لطلب علو السند وقال أصحاب الفقه : للاستثبات والتثبت وبين القولين فرق الأولون يقولون المقصود بذلك هو طلب علو السند كيف علو السند ؟ نعم لأن الحديث إذا روي عن ثلاثة ثم روي عن أربعة فعن ثلاثة يكون أعلى فالآن جابر حدث بالحديث فكان بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس والواسطة التي بين جابر وعبد الله بن أنيس ولكن إذا رواه عن عبد الله مباشرة كم بينه وبين الرسول ؟ واحد وهذا علو السند والاستثبات في الخبر نعم ولو قال قائل : بأنه للأمرين جميعا فلم يكن هذا بعيدا وإن كانت مسألة علو السند ونزول السند لم تكن معروفة بذلك العهد تلك المعرفة التي يعني يشار إليها ويرتحل إليها من خرج الحديث ؟