فوائد حول محبة الله للعبد0 حفظ
الشيخ : فيه بيان الغاية العظيمة من محبة الله سبحانه للعبد إذا أحب الله عبدا نادى جبريل والمناداة لا تكون إلا بصوت، إني إن الله قد أحب فلانا وهنا أتى بصيغة الغائب لماذا ؟ من باب التعظيم كما أسلفنا آنفا ( إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ) امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى ومحبة لأحباب الله ( ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ) ويذكر ذلك باسمه الخاص يحبه أهل السماء ( ثم يوضع له القبول في أهل الأرض ) فيقبله أهل الأرض ولا قبول إلا بعد محبة، لأن من لا تحبه لا تقبل منه ولكن يوضع له القبول في الأرض فيكون الرجل مقبولا وقوله مقبول عند الناس وفي هذا دليل على إثبات محبة الله للعبد وأهل السنة والجماعة يقولون : إن الله تعالى يُحِب ويُحَب لقوله تعالى : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) ولكن أهل التحريف قالوا : لا محبة من الله للعبد ولا من العبد لله، ومنهم من يقول العبد يحب الله والله لا يحب العبد ، وحرفوا الآيات الكثير في المحبة إلى أن المراد بها الثواب، فقالوا : (( إن الله يحب المحسنين )) أي يثيبهم ، ففسروها بشيء بائن منفصل أو يريد ثوابهم ففسروها بالإرادة التي هم يثبتونها ولكننا نقول المحبة شيء فوق الإرادة وفوق الإثابة وهي ثابتة لله حقا فإن قال قائل: وهل هناك طريق يصل بها الإنسان إلى أن يحبه الله ؟ قلنا : نعم هناك طريق بينه الله عز وجل في قوله : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فالطريق إلى كون الله يحب العبد أن يتبع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلما كان الإنسان أتبع إلى رسول الله كان أحب إلى الله وذلك لأن الحكم إذا علق بعلة قوي بقوتها وضعف بضعفها والحكم هنا حب الله للعبد علق بماذا ؟ باتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكلما كان الإنسان أتبع لرسول الله كان أحب إلى الله وإذا أردت أن الله يحبك فاتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، نعم .